العَيْنُ وَالمَاءُ (الأسْوَدُ وَالأبْيَضُ)

د. زينة نوريّ الجبوريّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 224

العيون هي من أثمن النعم التي أنعم الله (عزّ وجل) بها علينا، والبصر هو أغلى الحواس إن لم يكن أهمّها، وأي مرض يُصيب العينين يُولّد فينا الذعر والخوف والقلق من فقدان هذه النعمة العظيمة. هناك تعابير دارجة لوصف بعض أمراض العيون مثل: الماء الأبيض: ويُعرف طبيّاً بالساد (cataracte) وهو الأكثر شيوعاً ويكون عبارة عن التطوّر الطبيعي الفسيولوجي لبلورة العيون (البؤبؤ) لدى الإنسان في سنٍّ معين؛ إذ تكون البلورة شفّافةً ومهمَّتها كسر الضوء وإيصاله إلى الشبكية تماماً مثل العدسة في كاميرا التصوير، ومع تقدّم العمر تتطوّر هذه البلورة وتتكاثر الخلايا داخلها بينما تموت خلايا أخرى فيها مؤدِّية إلى فقدان شفافيتها، وهذا يتفاوت من إنسان لآخر فمنهم من يظهر لديه الساد في سنٍّ مبكّرة ومنهم من يظهر لديه بعد عمر الستين وهم الغالبية. الماء الأسود (الزرق): وهو بالتعريف الطبِّي عبارة عن متلازمة مؤلّفة من عدّة عناصر تشمل ارتفاع الضغط داخل العين الذي يؤدي لاعتلال (تضرر) العصب البصري وضموره التدريجي؛ ممّا يُسبب تضيّق المساحة البصرية التدريجي وصولاً إلى فقدان الرؤية، أو قد يكون هناك أسباب أخرى لاعتلال العصب البصري مثل سوء التروية للعصب البصري وسُمِّيت بهذا الاسم (الماء الأسود)؛ لأنَّ المريض يشعر بعتمان سوداء وتشويش بالرؤية. العلاج: بالنسبة للماء الأبيض أو الساد فأحدث الطرق هي المعالجة بالليزر وقد حققت هذه الطريقة نتائج جيدة جداً في هذا المجال فضلاً عن بعض الأدوية. أمّا بالنسبة للماء الأسود (الزرق Glucoma) ففي السنوات السبع الأخيرة حققت معالجة الزرق تطوّراً كبيراً؛ حيث ظهرت عدّة أصناف دوائية فعّالة جداً، فضلاً عن تطوّر أساليب الجراحة واستخدام الليزر، وتختلف طريقة العلاج بحسب المرحلة التي اكتُشف بها المرض وعادة ما يبدأ العلاج دوائياً باستخدام القطرات المخفَّفة للضغط التي غالباً ما تُستخدم مدى الحياة؛ لأنَّهُ مرض غير قابل للشفاء، بل على العكس هو في تطوّرٍ دائمٍ ومهمّة الأدوية هي إيقاف المرض وتأخير تطوّر إصابة العصب البصري قدر الإمكان، فهدف العلاج هو الحفاظ على ما بقي من الألياف العصبية ومن ثمّ ما بقي من القدرة البصرية، وفي حال فقد السيطرة على الضغط دوائياً يتم اللجوء إلى الجراحة التي تكون ضروريةً لتجنّب تقدّم المرض نحو الأسوأ.