تَغلَّبْ عَلَى ضُغُوطِكَ النَّفسِيَّة

د. هناء حطاب جميل/ المفرزة الطبية في العتبة العبّاسية المقدّسة
عدد المشاهدات : 134

ألقى أستاذ متخصص في علم النفس محاضرته التي كانت بعنوان "تغلّب على ضغوطك النفسية"، وفي ختام الجلسة رأى انشداد الحضور إليه، فأراد أن يتوج محاضرته بدرس عملي، أحضر قدحاً ووضعه على الطاولة، ثم رفع القدح وقال: برأيكم كم يزن القدح؟ كانت الإجابات تتراوح بين (100 – 500) غرام، فأجاب: ليست المشكلة في وزن القدح، ولكن الاختيار إليّ حتى أستطيع حمل القدح، لابدّ من أنني بعد مدة، ساعة مثلاً، مهما كان وزنه سوف أشعر بتعب مفاصل يدي، أمّا إذا استمر رفعي للقدح للصباح فسوف تحتاجون إلى سيارة إسعاف لنقلي إلى المستشفى لِمَا يصيبني من جهد وإعياء، الآن هل عرفتم مغزى حديثي؟ إننا لم نضع مشاكلنا ولو لمدة لأخذ استراحة، فكيف يمكننا مقاومة المزيد، إننا بعد نهاية يوم عمل مضنٍ لنتذكر ونضع القدح (مشاكلنا) جانباً، لا نصحب مشاكل العمل إلى البيت، ولا نسمح لمشاكل البيت أن تؤثّر سلباً في إنتاجنا وواجبنا المفروض، فلكلّ ساعة عملها وهمّها، لنتذكر دوماً أن الذي خلقنا قد تكفل برزقنا، ورزق كلّ دابة، فلِم القلق؟ ولِم الخوف؟ ولابدّ من وجود التحدّيات في معترك الحياة الدنيا؛ ليختبر الله الصابرين ويبشرهم دائماً (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)/ (الشرح:5،6) هذه دعوة لطرد الضجر والاكتئاب، ودعوة إلى التفاؤل لغدٍ أفضل.