رياض الزهراء العدد 142 ألم الجراح
نَبَضَاتُ حُزْنكِ يَا سَامرَّاءُ
أصرخ بملء حكايات ترويها عيون ألفها الحزن.. تصوغ مفرداتها من رحم الوجع.. أبجدية دمع تظل تئن.. واحسرتاه.. فهنا سامراء الحزينة ضاقت بها عرصاتها.. تيبَّست خاوية على عروشها تائهة في مجدها.. فيها قلب يبكي حيناً وروح تصيح ترسم سطراً في مآسيها.. هنا سامراء اليتيمة اختنقت بغصّة بلائها.. يتلو تمائم الحزن فيها ليل صامت فاجع محمل بوطأة الموت تغشاها.. فقد رحل من كان يُّعلّمها الحب الإلهي وكان الدفء في ليالي شتائها.. رحل الطيّب ابن الطيبين عليّ الهادي (عليه السلام) كالنجم اللامع الرقيق.. استعجل الوداع يتبع هاجساً يطرق شغاف قلبه ما أقرب اللحاق بقافلة الشهداء.. فأمست سامراء (عروس زمانها) من كانت ملجأً للغرباء وأُنساً للمستوحشين.. شوارعها تنتحب وتغرّبت لياليها في فصلٍ منسي.. فهي اليوم فقيرة إلّا من شهيد من خيار القوم وأعلاها.. أيامها أليمة مبعثرة على هامش الزمن وبين عتاب وعتاب.. يجاهر حزنها بحب الآل في دُنياها وأُخراها.. فما دانت ولا ذُلت فقد سنّت لذلك الحب مسعاها.. سامراء.. فهل هناك من يدنو سجاياها..