مُشاهداتٌ_من آثار رحمة الله(عز وجل)

وسن نوري الربيعي
عدد المشاهدات : 119

حينما تحاول الخواطر الولوج إلى عالمها المليء بالخفايا والأسرار القدسية، تشعر النفوس بشعاع نورها الإلهي الممتد عبر العصور يلامس القلوب؛ لتصحوا من غفلتها، فهي من آثار رحمة الله تعالى ومن آيات إبداعه وتجليات نوره جلّ وعلا، ومن ألطافه العظيمة أنه سبحانه أهدى إلى الخلق هذه الحوراء الإنسية والبتول الطاهرة. لقد تجسّدت في سيّدة نساء العالمين المكارم الرفيعة والأخلاق الملكوتية، وترجم سلوكها فطرة الباري التي فطر الناس عليها؛ لذلك نجد النفوس التي لم يستحوذ عليها الشيطان تأنس بسيرتها، وتسارع إلى اقتفاء أثرها نحو كمال الروح، ورُقي الأخلاق، وجمال العبودية المخلصة. وتسترجع الذاكرة مواقفها الشجاعة في حياة أبيها (صلى الله عليه وآله)، وبعد رحيله، وكيف وقفت تلك المواقف الجريئة في ذات الله(عز وجل) ومن أجل المبدأ والعقيدة الحقّةِ وحرصاً على الدين، ومنعاً لتحريف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). فتحمّلت الآلام وتجرّعت الغصص لترسم للأجيال طريقاً واضحاً وهو أن الجهاد في سبيل الإسلام ومبادئه هو مسؤولية الجميع وعلى الجميع الدفاع عنه وصيانته من التحريف والتزييف رجالاً كانوا أو نساء.