رياض الزهراء العدد 144 لحياة أفضل
مِعْصَمٌ مِنْ نَّارٍ
الكمال لله، أين أنا وفخر المخدرات؟ إنّه تعقيد وتخلّف أين وصل العالم وأين نحن؟ عبارات أسرع ما تكون أعذاراً تتفوّه بها بعض النساء الغافلات على عظم ما يرتكبن من آثام، يا تُرى أهو تجاهل أم غض طرف لناموس من نواميس السماء؟ أم لا مبالاة بقبح أفعالهنّ وأثره السيِّء في المجتمع؟ أم صد لناصح لا يرتجي من إرشادهنّ سوى الأجر والتذكير بالخير ونشر الصلاح؟ (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)/ (الذاريات:55)، والعجيب تأتي بعض الردود بما ينم عن استصغارٍ واستحقارٍ لذنوبهن. أنا ماذا صنعت؟ إنّها مخالفة بسيطة والله غفور رحيم، وصدق من قال: (..وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ)/ (النور:15). نعم تلك الصغائر من الذنوب بمثابة جوازٍ لظواهر باتت مستشريةً ومنها ما تكشفه بعض النساء بتقصيرٍ منها أو لغفلةٍ عن كونه من المحرّمات، فعلى الرغم من ارتدائها للحجاب الإسلامي إلّا أنّها تكشف معاصمها والمنطقة التي تعلوها وبشكلٍ لافتٍ للنظر، والحال أنّها منطقة غير مسموح بها شرعاً بالظهور في معرض أنظار الرجال الأجانب، وعندما يهم الناصح للتوجيه والتنبيه تختلف ردودهنّ، وما يشجّع هو أن تأتي بعض الردود على شكل كلمة شكرٍ وترحّم على والدي الناصح، وكم هو إنجاز مثمر يصب في مصلحة المجتمع وتارة يكون ردّاً على شكل سكون ونظرة تُترجم إلى استنكارٍ مكنون، مغزاه أن لا شأن لك بما أفعله! والطامّة الكبرى عندما يأتي الردُّ على شكل هجومٍ وتعنيف كلامي جارح وكأنَّ الناصح هو المذنب، ألا يُعدُّ هذا هروباً من مسؤوليتها ككائن مقدّس أراد لها الله تعالى الكرامة والعفاف؛ لأنّها هبة إلهية، وكنز ثمين، أودع فيها الباري كلّ صفات الجمال الروحي والأخلاقي، وحافظ عليها عبر وصاياه وعلى ألسنة الأنبياء والأولياء والأئمّة (عليهم السلام) خوفاً من أن تقع تلك الجوهرة في مرتع الشيطان وتسويلاته التي تُجمِّل القبيح وتحسن الشر، ثم أليس لنا نحن معاشر النساء مَنْ نقتدي بهنّ من أعاظم النساء اللاتي شرَّفت أسماؤهن صفحات التاريخ؟ كسيّدة نساء العالمين (عليها السلام)، ووريثتها أم المصائب السيّدة زينب (عليها السلام)، وعنوان الفداء السيّدة أم البنين (عليها السلام) وغيرهنّ الكثير، فكيف نحبهنّ ونبكي لمصابهنّ ثم نخالف ما أمرن به وضحّينَ من أجله؟! والحال "إنّ المُحبَّ لمن أحبَّ مطيعُ"، ومهما تقدّم الزمن وصدحت مزامير أبالسة الجن والإنس التي تدعو إلى الضلال والانحراف تحت مسمّى الحرية الشخصية فلا مجال أبداً للتلاعب بمنهاج الدين القويم، فحلال محمّدٍ حلال إلى يوم القيامة وحرام محمّدٍ حرام إلى يوم القيامة، ولتسعى المرأة المسلمة ولتجتهد أن لا تكون وقوداً أسعرها الله تعالى من الناس والحجارة للعصاة والظالمين؛ لأنّكِ سيّدتي لا تستحقين إلّا أن تكوني زهرةً فوّاحةً تنعم رغداً في جنّة عرضها السموات والأرض أُعدّت للمتّقين.