رياض الزهراء العدد 145 نور الأحكام
الطَّهَارَةُ المَعْنَويَّةُ
قال تعالى: (..وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)/ (الأنفال:11). الطهارة بمعنييها الظاهري والمعنوي مطلوبة وبشكلٍ مستمر من الإنسان، ففي الوقت الذي يطهر فيه بدنه المادي ينبغي أن يطهر داخله من دنس الذنوب والعيوب والرذائل. أمّا الطهارة المادية فقد ورد في شأنها قوله (صلى الله عليه وآله): «أكثر من الطهور يزد الله في عمرك، وإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل، فإنك تكون إذا مت على الطهارة شهيداً».(1) وأمّا الطهارة المعنوية فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن كنتم لا محالة متطهِّرين فتطهَّروا من دنس العيوب والذنوب».(2) وكذا قوله (عليه السلام): «طهّروا قلوبكم من الحسد، فإنه مكمد مضني».(3) وقد جاء في الحديث الشريف أيضاً عنه (عليه السلام): «فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك..».(4) ومتى ما تحققت الطهارة بمعنييها تحقق الغرض من الاستخلاف الإلهي في الأرض، فيصبح القلب كالمرآة العاكسة لجلال الله وجماله، فترى الإنسان يتخلّق بالصفات والكمالات الربّانية ويرسمها على صفحة الخلود؛ ليخلّف بذلك الذكر الحسن والعاقبة الحميدة، وقد تحقق ذلك في مصداق أهل البيت (عليهم السلام) إذ قال تعالى: (..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)/ (الأحزاب:33). ....................................... (1) ميزان الحكمة: ج4، ص3564. (2) ميزان الحكمة: ج2، ص1747. (3) ميزان الحكمة: ج2، ص1747. (4) ميزان الحكمة: ج3، ص2403.