رياض الزهراء العدد 145 همسات روحية
العُقُوق
السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، ومازلتُ إلى الآن أعدُّ جوَّ الأسرة هو المدرسة الأولى للأخلاق، إلّا أنه في بعض الأحيان يكون الجو الأسري عاملاً للسير نحو العقوق بدرجة ما ولو ضعيفة؛ كـ (النهر) أو (الزجر) و(رفع الصوت) على الوالدين عند الاختلاف وتعارض وجهات النظر.. فهل نحن الأبناءَ معذورون؟ وإذا لا عذرَ لنا، فكيف نعالج مثل هذه التربية الخاطئة؟ مضمون الردّ: ليس هناك عذر في هذا المجال بخاصة من المراقب لنفسه، فإنَّ مَنْ ابتُلي بهذه الآفة رجع إلى القهقرة حتّى يرتمي في أحضان الشيطان؛ لأنّ حقّ الوالدين ممّا لا يمكن التساهل فيه، فإنّ الله خلق الأولاد بواسطتهما، كما نزع الأرواح بواسطة ملك الموت. ويكفي لبيان عظمة الأمر التأمل في قوله تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)/ (الإسراء:23)، فكيف بالنهرِ، ورفعِ الصوت، والإيذاء النفسي لهما؟! وتأملي الآية الداعية إلى المصاحبة بالمعروف لمَن يجاهدان على أن يشرك ولدهما بالله تعالى.. فكيف إذا كانا مسلمين، ومواليين، ومطيعين لله (عزّ وجل)، وآمرين الولد بالمعروف شفقةً عليه.