رياض الزهراء العدد 145 همسات روحية
قَلبُكَ لا يَتَأَلَّمُ بَل يَتَألَّقُ بِالأَحزَان
قد عشت أبحث عن النهار، لكني لم أر خيوطاً للأنوار.. وغطّى الجليد الآثار.. وعُلّقت على الغيوم أسرار.. فانهارت عليَّ كالأمطار.. كانت كأحلام الأحرار.. ودُفنت في بساتيني القاحلة.. بذور الإرادة والإصرار.. وقررتُ الخضوع للظلام.. رغم بغضي للاستسلام.. والقبول بالقيود.. وقتل الورود.. والغرق في حفرة الأحزان.. لكن صدر لي عن ضميري بيان.. أن أنظر إلى الأعلى.. القمر في سواد الليل يتسلّى.. منذ سنينَ عدّة.. قاوم الظلام بشدة.. عدوك وعدوه واحد.. لكنه أفضل منك لأنه مجاهد.. لم يضعف يوماً.. فهو يعرف أنّ الظلام يحاربه؛ لأنه الأسمى.. يزداد نوره كلّما ازداد الظلام.. فاجعل آمالك تزداد مع الآلام.. نظرتُ في عينيْ القمر نظرة.. فأمسك بيدي وأخرجني من تلك الحفرة.. وحطّم قيدي بتلك النبرة.. قال: امسح الدموع.. واشعل الشموع.. ستأتي الأفراح لترسم لك جناحاً.. فتطير في الفضاء.. وتنتهي بداخلك الضوضاء.. فتضيء النجوم.. وتنسى الهموم.. وترى البذور.. وأمطارك قد أسقطت بذورك.. فكن صبوراً تعش مسروراً.. إنّ هذه ليست النهاية.. بل هي بداية الحكاية..