مُقَارَنَةٌ مَهْدَويَّةٌ

منتهى محسن محمد/ بغداد
عدد المشاهدات : 164

مُنتظِر: اللهم بك نستفتح صباحنا فأنعم علينا بصباح قادم موعود يطل علينا بالخير والسرور على الناس أجمعين. لاهٍ: يا لها من ألحان وكلمات، سأرفع صوت المذياع ليترنّم الناس أجمعين. مُنتظِر: ربّاه هيئ لي الخير ووفّقني لطاعاتك، وأغنني بحلالك عن حرامك، وابعد عنّي همزات الشيطان اللعين. لاهٍ: ما أجمل النقود وهي تتدفّق وتملأ جيوبي كلّ حين، لا يهم من أين جاءت؛ إنما المهم أنها تمنحني المتعة وتحقق رغبتي بجنون. مُنتظِر: إنها ليلة الجمعة، سأبدأ بزيارة أمي الحنون، سأشتري لها الفواكه، وأكنس الفناء، وأبدِّل أغطيتها، وأطبع على رأسها قبلة الحب والامتنان. لاهٍ: آه، كم مرّة تتصل بي أمّي في النهار ألم تمل بعد، لن أرفع الهاتف، لا رغبة لي بالكلام الآن. مُنتظِر: قد حان وقت الصلاة، سأترك العمل وأُلبِّي النداء، وسألهج بالدعاء للظهور الميمون لصاحب الأمر والزمان، فلقد طال الانتظار وغلب علينا الحنين والاشتياق. لاهٍ: أف؛ مالي هؤلاء الناس يُسارعون إلى الجوامع ويتركون البيع والشراء، وماذا تعني حركات القيام والقعود؟، إنما الأعمال بالنيّات. مُنتظِر: إلهي قد سجدت لكَ، ادعوكَ دعاء عبدٍ ضعيف متذلل خاشع أن تجعلني من أنصار وليِّكَ المُنتظَر بالقول والعمل. منتظر: وأسألك أن تهدي وتصلح عبادك للطريق المستقيم، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا إنكَ أنت علّام الغيوب، واجعلنا من الممهدين لدولة العدل المنشودة، وأرنا الطلعة الرشيدة وأقرّ بذلك قلوبنا قبل العيون.