رياض الزهراء العدد 146 همسات روحية
إلْهَامٌ غَيَّرَ تَارِيْخاً
عيناي تذرف الدمع لآلئ.. وجرس الحرية لا أعرف صوته.. لكن يُقال إنه فريد ومبهج.. كلّ ما يمكنني سماعه هو صوت الحزن الذي يعزف نفسه.. وأوراق الخريف تتساقط من حولي كذكريات السنين.. قلمي يهوي من بين أناملي.. وتتجمّد العبارات على الأراضي الباردة.. ويتوقّف الزمن رغم سرعة جريانه.. لأرى مَنْ أنا؟! هنالك مَنْ فعل شيئاً مختلفاً لحياتي! هنالك مَنْ جعلني أعرف مَنْ أكون! هو مَنْ جعلني أرى عبر قضبان سجني التي لطالما ظننت أنَّ النظر من خلالها لن يغير شيئاً لكني رأيت عالماً آخر تماماً! هنالك مَنْ جعلني أرفع رأسي لرؤية جمال القمر! هو مَنْ رسم لي جناحاً أطير به! لقد دهشتُ لجمال ذلك! قلبي لم يبق مكانه بل حلَّق بجناحيه إلى النجوم وترك لي جراحه! وعيناي لم تحتمل البقاء فودَّعتني.. وتركت عندي دمعها! وأنا لم أصبر حتى ودّعت سجني، وتركتُ فيه.. ذكريات ومشاعر متناثرة مكتوبة بالدموع على أوراق رمادية أحاطت بجدراني.. وأشعلتُ شمعة تحكي للعالم رواية أبٍ غيّر حياتي! لقد أقفلتُ الباب على كلّ ذلك لأحتفظ به! هذا أنا وُلِدتُ لأجرب كلّ شيء! رغم كلّ ما حدث معي كنتُ أبتسم! فهل يا تُرى كانت تلك بسمة كاذبة؟! بل كانت لأجل أن أرى بسمة أبي!