حُرِيَّةٌ بِلَا ضَرَرٍ وَلَا ضِرَارٍ

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 179

راعت الشريعة الإسلامية بشكلٍ مطلق المنفعة لبني الإنسان، لذلك منحته الحرية في التفكير والعمل في أكثر جوانب الحياة، وقيّدت فعله بضوابط أخلاقية وعبادية لضمان أن يكون سلوكه على طريق الخير والفضيلة. رُوي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا ضرر ولا ضرار في الإسلام"(1)، أي إنّ أحكام الإسلام كلّها نفع ولا يسمح للإنسان بضرر أخيه وحتى ضرره لنفسه، كما لا يسمح بمطلق الضرر على الطبيعة والحيوانات. فالحرية التي أعطاها الإسلام في إطار المعقول وليست حالةً من حالات انعدام المسؤولية، أمّا حرية مطلقة فتعني فوضى مطلقة ولا يقبل بها عاقل متدبّر، ونجد الكثير ممّن يحاول أن يستغل مفهوم الحرية ويسخّرها لأجل مصالحه وأهوائه، فيعطي بعض الألفاظ البرّاقة لأجل أن يُحرِّف ذلك المفهوم ويفرغه من معناه الحقيقي. وما نلاحظه اليوم من انتشار بعض الأفكار والسلوكيات المبتذلة والبعيدة عن مبادئنا وقيمنا مثل إقامة علاقات غير مشروعة دينياً وأخلاقياً، وهتك الحرمات، وتفكك الأسر، وهدم العلاقات الاجتماعية باعتبارها حرية؛ فهل هذا حرية أم فوضى؟! نحن أبناء حضارة وأبناء قيم ومبادئ وعلينا أن نحافظ عليها ولا ننسلخ منها بدعوى الحرية. الله(عزوجل) منحنا عقولاً كي نفكّر ونتدبّر في كلّ ما يصل إلينا من المجتمعات الأخرى (غير الإيمانية) عبر وسائل الإعلام المختلفة. هل فيه فائدة لي ولمجتمعي الإسلامي؟ هل يتعارض مع ديني ومبادئي التي نشأت عليها؟ مَنْ هؤلاء الذين ينشرون هكذا أمور وما قيمتهم الاجتماعية؟ والأهم من ذلك، ما هو هدفهم؟! الله(عزوجل) يريد منّا أن نكون أحرار الإرادة والتفكير والتصرّف لنصل إلى التكامل. ....................................... (1) وسائل الشيعة ج26، ص14. أجوبة الموضوع السابق ج1/ أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان. ج2/ ولا يلتأم ما جرح اللسان. الأسئلة - رُوي عن أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) أنه قال: "ولا تكن عبد غيرك وقد..........."/ أكملي الحديث؟ 1- ما معنى قول الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء وهو يخاطب الذين احتشدوا عليه: "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم"؟