رياض الزهراء العدد 146 لحياة أفضل
لَمْ أنْتَظِرْ حُلْماً
سحرني عالم كتب الأخلاق وحياة العلماء، كنتُ أقرأ بنهمٍ وأريد أن أعرف بسرعة، أريد أن أكتشف هذه الروح التي بها نثاب ونعاقب، وبسببها سنستنشق رائحة الجنة أو سيلفحنا زفير النيران، لم أنتظر حلماً أو مكاشفة كي أفهم، وقد كنتُ أرى من السذاجة أن يعتمد المرء على هذه الأمور كما تفعل الكثير من النساء، ولا أدري من أين جئن بهذا اليقين بأحلامهن، فالمنطق الذي اتبعته أنّ أولياء الله(عزوجل) وحدهم مَنْ باستطاعتهم الاعتماد على الرؤى، أمّا السواد الأعظم فغالباً ما تكون أحلامهم من نسج خيالات العقل الباطن؛ لأنّ مَنْ يأكل الملح طوال اليوم لابدّ وأن يحلم بالماء. ففهمتُ أنّ الروح تشفى وترقى كلّما اقتربت من خالقها، الإحساس المرهف في علاقتك بالله(عزوجل)، أنتَ لا تريد أن تكون علاقتكَ به تحت عنوان الخوف، بل إلى شيء يشبه الصداقة، أنتَ تحبّه لذلك لا تريد أن تعصيه، فكيف أصل إلى هذه المرحلة السامية من الروح؟ الأمر يحتاج إلى توفيق، فبدأتُ أبحث عن موجباته وأولها كان بر الوالدين، أتذكّر جملة شهيرة للشيخ عليّ رجب الخياط (كيمياء المحبّة) (في النهار أحسن إلى خلق الله وفي الليل اذهب إلى بابه للاستجداء) خدمة الناس سرّ من الأسرار، فكيف إن كانا والديك ستكون ضربت عصفورين بحجرٍ واحد، لذا وأنت تقضي حاجة أحدهما فأنت في موطن استجابة، قد تطهو طعاماً يحبّانه، أو تقلّم أظافر أحدهما ففي هذه اللحظات أيقن أنّ الكرة في ملعبك فاقذف بحوائجك إلى الأعلى نحو شبّاك السماء.