رياض الزهراء العدد 146 لحياة أفضل
أيْنَ أنَا؟
فتحت عيناها على وجه أمّها المملوء بالحزن والأسى وراحت تبحث عن صوت الأمان، والحب، والعطف، وصورة، القوة، والعطاء. في كيانها الطفولي البريء اختزنت لفظة (بابا) لمن ستطلقها؟ وهي لم ترَ ملامح ذلك الأب، إنه الكهف والحصن والملاذ في سرّاء هذه الدنيا وضرائها، هل نسيتَ ابنتكَ الغالية ورحتَ تُفتّش عن سعادتكَ، وماذا عن سعادتي يا أبي العزيز؟ هل جئت بي إلى هذه الدنيا لتتركني بيد الأقدار رهينة الآلام، نتيجة عدم الاختيار الأمثل للنصف الآخر، والتفكير السطحي في الزواج وتأسيس عائلة، واللامبالاة في معرفة ضروريات الحياة الأسرية، والتهرّب من المسؤولية. تدمّرت سعادة الأسرة، وهُدم استقرارها، وتحطّمت نفسية أبنائها.