أنَا أُحِبُّ مِلْءَ الفَرَاغِ

إسراء جميل الفضليّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 140

اللعب، أفلام الكرتون، الشوكولاتة، الألعاب الالكترونية، أجوبة تقليدية لسؤال قد يُكرر على مسامع الطفل ماذا تُحب؟ يسوق الخيال صاحبه إلى التحليق في سماوات الأجوبة، أحدهم قال ببراءة وعفوية: أحب أمّي. قضية الحب لدى الأطفال قضية غريزية وجدت بالفطرة، أبجديتها الانجذاب إلى الأمور التي تجلب السعادة لديهم وتحفّزهم على إبراز طاقتهم الحركية، فيبدأ الحب بترجمة أفعاله لديهم، فهناك مَنْ يحب الركض وهناك مَنْ يجد نفسه في اللعب اليدوي، وهناك مَنْ يفرز شحنات الطاقة لديه على شكل صراع وعراك وتشابك بالأيدي يفسِّره البعض بالشيء الطبيعي الممزوج بشقاوة الطفولة، ويفسّره آخرون بأنه نذير لنوازع شر دفين إذا زاد عن حدّه مع تقدّم الطفل في العمر وهنا تكمن الخطورة. لو سلّمنا جدلاً أنّ الفطرة عند أغلب الأطفال تتركّز في تلك الصراعات والتشابكات، وأنّ خبراء الصحة النفسية يطبعون هذه الممارسات ويلخِّصون خططهم الناجعة في مشاركة ما يشكو الوالدان من فرطها ويكتفون بمناصرة الضحية في هذه الحرب المصغّرة بالتربيت على كتفه، ومواساته بعبارات لا تحمل وعوداً بأخذ الثأر، تلك الوعود التي لو أطلقت لغدت الشرارة الأولى التي تبذر داخله نوازع الشر وتسقيها شلالات التفرقة التي يمارسها الأبوان، ويغلّفها إهمالهم عند رصدهم أحد الأطفال وهو يحب الألعاب الالكترونية المختصة بالعنف والقتل. فما أكبر التناقض بين المفهومين مفهوم الحبّ اللطيف والحبّ العنيف، فمن يكون جوابه على استفهام ماذا تحب؟ بأنه يحب القتال والتعنيف فلابدّ أن يركّز المربّي في رغباته؛ لأنّ المسألة قد تستفحل لديه مستقبلاً وهو مؤشر يجب الالتفات إليه والتعامل معه بجدية أكثر للحد من تفاقم النزعة العدوانية والتي بدورها ستحتضن بؤراً للإجرام في المجتمع.