رياض الزهراء العدد 146 لحياة أفضل
الرُّوتِيْنُ المُزْعِجُ مُحْبِطٌ لِلنَظْرَةِ إلى الحَيَاةِ
مع شروق كلّ صباح تتجه أصناف البشر بشكلٍ مبرمج وأسلوب روتيني إلى أنشطة الحياة المختلفة. قد ترى نفسك في مكان مغلق أو كأنك في حلقة مفرغة غير قابلة للتعديل, عبارة عن فيلم يعيد المشهد نفسه نتيجة نمط متكرر بشكلٍ يومي عبر العقل إلى الجسد وهو (التعوّد)، ومن ثمّ يخيّم الملل، ويقل النشاط ويدق جرس الإنذار رويداً رويداً منذراً حدوث أثر نفسي يحمل تبعات غير حميدة. ألم تفكّر يوماً أن تخرج من هذا الواقع الذي تعيشه، وهذا النعاس الروحي الذي كسر همّتك وأحبطها؟ ألم تحاول أن تجرّب أموراً جديدة تبعث على الأمل؟ وتكسر الجمود الروتيني؛ لأنّ الغالبية يمرّون بهذا الشعور, فكما الانتخابات شيء ضروري لكسر الروتين الذي يشعر به المحكومون كذا الحياة تحتاج إلى قفزات للتخلّص من قيودك المفجعة، لأنكَ أنتَ مَنْ تخلق الروتين وليس الظروف أو أي سبب آخر. لابدّ لكلّ فرد من وضع حلول لنفسه تكون وقوداً لإشعال الدافعية نحو التغيير، واليكِ بعض منها: • إخلاص عبوديتك لله(عزوجل) عن طريق ربط غاياتك الأساسية من الحياة، لتحقيق الأمن الروحي وتكون أكثر بهجةً وسعادةً. • التفكّر كلّ يوم في آية من القرآن الكريم تخرج منها بعلاج لأحدى مشكلاتك وفي اليوم الثاني آية أخرى تكون ذا نتائج مختلفة عن الأولى. • تخلّص من الأصدقاء الذين يشحنوك بالطاقة المضرّة أصحاب النظرة السوداوية، حاول أن تبعدهم عن طريقك؛ لأنك عند حديثك معهم يعطوك جرعة من البؤس. • تحدّث مع مَنْ تحب؛ لأنه يفهم إحساسك ويصنع لك اللحظات الجميلة، فصاحب السعيد تسعد وصاحب التعيس تتعس. • غيِّر بعض العادات المتكررة. • الإبداع والابتكار وإظهار هواياتك الخفية وصقلها، أو نشاطات جديدة لم يسبق لك أن مارستها تجلب لك الإثارة والتشويق. • تغيير ديكور المنزل وخصوصاً مكان نومك، ووضع الأشياء التي تحبّها بالقرب منك, كذلك ألوان البيت، فتجلب لك البهجة والسرور. • تغذية العقل بالقراءة فخير جليس في الزمان كتاب والعلماء وصلة الأرحام، فضلاً عن قضاء حوائج الناس؛ لأنها من نعم الله عليك. • الوقت رأسمالك، حاول ترتيبه واستغل كلّ ثانية فيه؛ لأنك مهما حاولت إرجاعه فلن تستطيع، ولا تكون كالآلة لأنك ستفقد لمسة الحياة، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): "مَنْ اعتدل يوماه فهو مغبون".(1) • كن مبتسماً؛ لأنّ الابتسامة أجمل شيء في الوجود. • تحديد يوم مع العائلة للمتعة أو ذهابك مفرداً بعيد عن ضوضاء المدينة؛ لأنك بحاجة إلى التأمل. • تحديد أهداف إيجابية شهرياً وفكّر بتحقيقها باستمرار وردد كلمات التحفيز؛ لأنها تُساعدك على تحقيقها. وأخيراً وليس آخراً هات ورقة ودوّن كلّ أفكارك وحاول تبديلها بين الحين والآخر، ولا تذهب وراء السراب والقشور؛ لأنه من الخسران أن تخرج بلا نفع من الدنيا، وفي البدل الضائع تقول ماذا قدّمت لحياتي, حياتك بيدك فكن شجاعاً كالأسد نشيطاً كالنحلة مبتهجاً كالعصفور. ................................... (1) ميزان الحكمة: ج2، ص1110.