رياض الزهراء العدد 146 لحياة أفضل
تَفكِيرُك الإيجَابِيّ طَرِيقُك نَحوَ السَّعَادَة
الإنسان على مرّ العصور في صراع بين الخير والشر، وكما هو معروف هما متعاقبان، ما إن حان دور الخير حتى حلّ الأمان والسلام وإن حلّ الشر تذمر الإنسان وتشاءم وساءت أفكاره، كأنها نهاية الحياة. المشكلة تخصّ الإنسان حيث يشعر بالقلق وعدم الاطمئنان والتذمر والتشاؤم والسلبية بشكل مستمر من دون المرور بمشكلة أو التعرض لخطر. فالسلبية متمركزة في العقل بلا أسباب، وهذا يؤثر في نفس الإنسان أثراً كبيراً، ويؤثر في المحيطين به واقعاً في المكان والزمان، فهو بهذا يضّيع مستقبله وسعادته بتفكيره العشوائي، مالم يمتلك الإرادة ويغيّر تفكيره ليعيش أو ليحصل على واقع مشرق مثمر ومستقبل رفيقته السعادة. كيف تتخلّص من التفكير السلبي ليصبح إيجابياً؟ 1- الثقة بالنفس: فلا أحد يستطيع أن يمنحك ما تمنحه أنت لنفسك، وافهم جيداً انُك إنسان حيّ كامل لا ينقصه إلا إرادته، والإرادة سلاح. 2- تصالحْ مع نفسك, قّدرْ ذاتك، واحببْ نفسك ولا تبغضها، فكيف تتوقع أن يحبّك أحد وأنت بنفسك لا تحبّ نفسك. 3- ضبط النفس وتعلّم السيطرة على الغضب والصبر هو ما تحتاجه لتهذّب نفسك في مسيرة حياتك. 4- الشعور بالرضا يمنحك السلام والطمأنينة، وهي تنبع من قلبك حيث لا يؤثر السلام العالمي عليك إذا كان قلبك وعقلك ونفسك يعانون من أرض متزلزلة، حيث لا يستطيع أحد أن يمنحك يد الامان وأنت تفتقر إلى إرادتك نحو هذا السِّلم. 5- ابدأ بالتغيير: طالما بنيتَ القاعدة والأساسيات النابعة من داخلك، هذا التغيير البسيط هو المنطلق، هو أول درجات السُّلّم. 6- الآن ابدأ بتغيير ما حولك، مثلاً اختيار أصدقاء جيّدين ايجابيين داعمين، ليس كلّ همّهم الشكوى والتذمر من هذا العالم، واقضِ أوقات ممتعة معهم. 7- تغيّر الأشياء الروتينية المملة بأخرى يدعو إلى التفاؤل، كاستبدال كتب التشاؤم بكتب أخرى محبّبة للنفس وخفيفة، وأن لا يكون الكتاب مطولاً ومملاً ففي البَدء يجب أن تكون الكتب جاذبة ومشّوقة. 8- الترفيه: أخذ وقتٍ للراحة واستنشاق هواء نقي، والتعرض للمناظر الطبيعية التي يغلبها اللون الأخضر، فالنبات هو مصدر الأوكسجين. 9- ممارسة الرياضة بشكل مستمر، فهي تزيد من نشاط الدورة الدموية، وتشعرك بالراحة والهدوء النفسي، وتساعدك على الاسترخاء والتفكير بشكل إيجابي. 10- تحديد الأهداف بما يتناسب مع ميول الإنسان، وأنْ لا يتعدى إمكانيات الإنسان وقدرته، بحسب المستوى فمثلا الرسم: المستوى المبتدئ، المتوسط ،والاحترافي ففي هذه الحالة من المحال أن يقدّم المبتدئ ما يستطيع أن يقدّمه المحترف في النقطة الزمانية الواحدة، فالمبتدئ بجهده ووقته وصبره وتعلّمه وتلقف الملاحظات والنقد سيصبح فيما بعد متوسطاً ثم محترفاً، وبحسب هذه المستويات تنتقل الأهداف. ضع خطّة لكلّ هدف مهما كان بسيطاً ومن ثم مع التطور والخبرة تنتقل من نجاح إلى نجاح أكبر، ففرحك بنجاحك الصغير حافز لك على نجاحات أُخرى أكبر، فحارب أفكارك السلبية ولا تقارن نفسك بأشخاص آخرين ربّما بدأوا قبلك. تفكيرك الإيجابي ملء عقلك وقلبك يصبح جزءاً من يومك وروتينك غير الممل، فتصبح صديقاً محبّباَ للآخرين وتدعمهم، وتؤثر فيهم وتزرع بذور التفاؤل أينما وطئت قدمك، فمساعدة الآخرين أيضاً ثمرة ترفع من معنوياتك، وتزيد من طاقتك الإيجابية. فالإيجابية تنمّي روح المحبة والتسامح في المجتمع، وتحارب القلق، وتمنح ثقة عالية بالنفس لا تتزلزل، وهي مفاتيح السعادة.