الأدَاءُ الأكَادِيْمِيُّ وَمُحَصِّلَةُ التَّعْلِيْمِ للآبَاءِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 203

التحصيل الدراسي والثقافة الأكاديمية للوالدين بمراحلها المختلفة لها تأثير مهم في الأبناء تربوياً ومعرفياً، حيث يُشير المستوى العلمي في حياتهم إلى مدى تفاعلهم مع أفراد المجتمع بصورةٍ عامة وإبراز هويتهم الخاصّة، وتأتي تلك الأهمية للتزوّد بالعلم والمعرفة على وفق القدرات والفروق الفردية للأبوين في زيادة الوعي، والحث على طلب العلم، وبناء أمة حضارية معطاءة وذات تأثير مباشر في تنمية الشخصية المتّزنة، والقيادية، والمتمتّعة بالثقة، والقرار الإيجابي، وحسن إدارة المواقف، واتخاذ القرار لدى أبنائهم التلاميذ، فالتلميذ الذي ينشأ في ظل أسرة تشجِّع على التعليم والتزوّد من طيف العلوم والمعارف المتنوِّعة مع مراعاة القدرات والمهارات المتاحة لأبنائها والمناسبة لإمكاناتهم، والتعامل مع توجّهاتهم وميولهم بالشكل الأمثل والسليم، سينعم ذلك التلميذ ويتميّز بمهارة التقويم الذاتي وحلّ المشكلات وأيضاً الإيفاء بتحقيق إحدى مصاديق الزكاة ألا وهي نشره بعد اجتيازه للمراحل الدراسية المتواصلة في ضمن المسار المعرفي، في شتّى الاختصاصات المتنوّعة، ويُساعد المستوى العلمي للوالدين على إتقانهم وإجادتهم لفن لعب الأدوار في تعليم التلاميذ، وغرس القيم والأخلاق لديهم عن طريق القيام بدور المعلّم وارتداء زي الملاك التدريسي والإمساك بالقلم واتخاذ أحد أركان المنزل (كقاعة دراسية مصغّرة) لمتابعة جدول الدروس. وللأثر المعرفي للوالدين، سراج ينير طريق التلاميذ بالتوافق وتقارب الاهتمامات، ومنار يعزّز حجم القدرة التنموية لأبنائهم، لتكون خير محفّز للتقدّم في المحيط المجتمعي والأكاديمي، وذلك لكون الأبناء يقضون وينعمون جلّ أوقاتهم وحياتهم تحت فيء الوالدين في البيت باعتباره المصدر الرئيس للتأثير والتأثر، واكتساب القيم وإرساء القاعدة المتناغمة مع بيئة المدرسة وما تتضمّنه من رؤى وأفكار وأشخاص جدد، ومناهج معرفية وتربوية، بلا شك سيتأثر التلميذ نفسياً ومعرفياً بوالديه المتمتعين بمستوى تعليمي مؤهّل، فالأسرة المتعلّمة تمثّل الأعمدة الرصينة الداعمة للفكر الحقيقي لأولادها، فللأسرة فضل كبير في تبصير الأبناء وضرورة الارتقاء في الحياة، وقد أثبتت الكثير من الدراسات الاجتماعية، ظهور صدى واسع وأثر عميق للمكانة العلمية والثقافية للأبوين في رفع مستوى كفاءة أبنائهم التلاميذ، وحصد الكثير من الجوائز وتقلّدهم مراتب علمية، وذلك لاستطاعتهم تذليل بعض الصعوبات ساعين لرفع أداء أبنائهم وحثّهم على مواجهة الظروف والعقبات ومساندتهم لاجتيازها بغية الوصول إلى الهدف المنشود، فالوالدان المتحصِّنان معرفياً يزدانان بالمرونة والتعامل السمح المواكب للاحترام، وحرية الفكر والتعبير. وختامه مسك: الأسرة العريقة المتمثِّلة بالأم والأب هي اللبنة الأساسية للمجتمع والبنية التحتية لبناء أجيال قوية ذات أسس رفيعة كثيرة العطاء، تتحلّى بمهارة تحمّل المسؤولية وجودة إقناع الآخرين ببراعة وامتياز.