رياض الزهراء العدد 146 الحشد المقدس
البَرْدُ الذِي لَا يَهْزِمُهُ الدِّفْْْء
سمعتُ وأطعتُ، فسرتُ على خطواتك وخمدتُ بها أنين الفؤاد.. لا مجال للأمنيات ولا مكان للأحلام، ازدحم العقل بالواقع المرير فاشتقت إليكَ وطني.. يا وطني اشتقتُ إليكَ من معتقلي، فمن بين جدرانه أكتب أنين فؤادك.. وطني العزيز ذنبك الوحيد أنك كنت مدافعاً وليس منافقاً.. يا بلدي برد معتقلي قاسي.. فهو برد يبقى في داخلنا مهما تدثّرنا عنه! فما زال جوع معتقلي كافراً.. ونوم معتقلي عبارة عن موت صغير متكرر.. يا بلدي السبيل مظلم أبشع من ظلام حروبك.. وطني الموت حق، والشهادة حق، ولكن الشهداء لم ينالوا موتهم من غير حضورك.. وطني أمنيتي تراب منك أحمله وعلى قلبي أنثره.. فطلب الشهيد من وطني؛ كن من الحاضرين على موتي، إنها أمنيتي.. فهزمنا بردكَ يا وطني ولم نهزمه! برد حوَّل أعماقنا إلى مغامرات مهجورة.. فأنبتت بها نباتاً حسناً لكَ يا بلدي.. فَرُسِمَت على وجوهنا ابتسامة النصر..