رياض الزهراء العدد 146 الحشد المقدس
فِتْيَةٌ آمَنُوا بِالحُسَيْنِ(عليه السلام)
تنسجم البراري مع النور.. وينهض الصليب معتذراً.. في تلك الليالي كان النصر حلم تلك الأغصان.. وللصوت لحنٌ آخر.. قصيدة قادمة من الولاء.. "رجال الحشد".. فداء لكَ يا حسين.. على الضفة الأخرى من الشاطئ.. مقترح الوفاء.. من أجل العبّاس.. يمد الوفاء غيمتين.. من جهة الشرق واحدة ومن جهة الغرب واحدة.. وينطلق الصوت مرّة ثانية.. ويعودُ البنفسج في الفرات.. وورد السوسن في دجلة.. إنّهم رجال الوعد الصادق.. للعراق.. إنّهم فتية آمنوا بالحسين(عليه السلام) فزادهم شهامة وكرامة.. كانوا حتى في الظل أجنة النوارس.. تُقاوم كواليس الظلام.. لا تيأس يا عراق.. فيكَ رجالٌ في قلبهم النور.. يخشى ضباب الظلم من ذاك السطوع.. سيدهش المستقبل القادم بأبطالنا الأحياء منهم والأموات.. كلاهما نذرا العمر ليرتوي القمح بسلام.. ولنقرأ في السماء "النجوم".. ونحتضن الليل الهادئ.. بلا رصاص.. وتحكي العجوز حكايات.. ممتلئة بالجود والوفاء.. وتقول للصغار: يا أولادي.. منكم مَنْ والده استشهد من أجل أن لا نغرق في الظلم.. والدك يا صغيري سفينة.. وُزّع قارب دمه في مدن العراق.. كي لا نبقى حيارى إذا جاء الطوفان.. يا صغاري الحشد رجال تغازل صولاتهم البلابل.. غصن فوق غصن ونموا شجرة واحدة.. "لك يا عراق".. سيحاكي الصباح أنسجة الشمس.. عندما تعبر النوافذ وتزور المشاتل.. لولا الحشد لما وجدت المشاتل هنا.. وترى نورك الذهبي! إنهم ربيع العراق..