لا تيأسوا من رحمة الله

نور علي عمران
عدد المشاهدات : 119

عند حلول الفجر وبعد مشقة وتعب وصلنا إلى مدينة قم المقدسة.. نزلنا من الحافلة أنا وبعض أفراد أسرتي، لم يكن معنا رجل، فجلسنا على رصيف الشارع ننتظر شروق الشمس لتذهب والدتي بحثاً عن مسكن لنا؛ لأن جميع الأماكن القريبة كانت ممتلئة بالزوّار.. كان الجو بارداً والسماء ملبّدة بالغيوم السوداء، لم نكن نعرف أحداً هناك، شعرتُ بالخوف واليأس، فالوضع كان مخيفاً بعض الشيء، فأين سنذهب؟ نظرتُ من حولي لأتفقد المكان ولأهرب من تلك الأفكار التي كانت تخيفني.. فرأيت قبة السيدة معصومة (عليها السلام) وهي تتلألأ نوراً لتزيل بنورها كلّ الخوف من قلبي كما أزالت تلك الغيوم السوداء من حولها كان المنظر في غاية الجمال، كأن تلك القبة تكلّمني (لا تقلقي فأنت في ضيافة أخت ولي الله الإمام الرضا (عليه السلام)) حينها رُسمت ابتسامة على شفتي، وقلت حاشا أن نشعر بالخوف ونحن في ضيافتك فسلام الله عليك يا مولاتي، (أتحتاجون إلى مساعدة؟) قطعت هذه العبارة سلسلة أفكاري، فالتفت من حولي لأرى شاباً كان يكلّم والدتي.. فأجابته والدتي: شكراً لكَ يا بني، فقال لها: إذن لماذا أنتم جالسون هنا؟ فأجابته ننتظر شروق الشمس لنبحث عن مكان آمن لنا، نظر إليها وقال: انتظروا هنا، وسأبحث أنا عن مكان لكم.. ومضى سريعاً وابتعد شيئاً فشيئاً.. في ظل هذا كلّه كنت مشدوهة البال بل وعلامات التعجب تدور حولي، فمَن هذا الشاب؟ ومِن أين أتى؟ لم أجد إجابة سوى أنّ السماء بعثته ببركات السيدة معصومة (عليها السلام) كان بمثابة أمل جاء ليقول لنا (لا تيأسوا من رحمة الله) فأينما كنتم وبأي حالة لا تشعروا بالوحدة؛ لأن الله(عز وجل) في كلّ مكان فالتجئوا إليه وحاشا أن يترك أحداً.. لم يمضِ من الوقت كثيراً، وعاد إلينا ذلك الشاب بعد أن وجد لنا مكاناً آمناً، وساعدنا في حمل حقائبنا وأوصلنا إلى حيث المكان.. نظرنا إليه ولم نجد كلمات تعبر عن امتنانا وشكرنا له سوى أن ندعو الله ليلَ نهارَ بأن يحفظه من كلّ مكروه ويسعده في الدنيا والآخرة.