قُتِلَتْ اليَهُودُ بِسُيُوفِهَا

إعداد: نادية محمد شلاش/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 162

منذ القدم واليهود لا يحترمون العهود والمواثيق، فهم أول من يخرقها ولا يلتزم بها. وحدّثنا التاريخ عمّا كانوا يفعلونه بأنبيائهم، ولقي النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) منهم الويلات بتحالفهم مع أعداء المسلمين رغم العهود والمواثيق التي كانت بينه وبينهم، فكانوا ينقضونها ويتآمرون معهم ضده ممّا دفع الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وبأمر من الله(عزوجل) بمحاربتهم والاقتصاص منهم. فأغلب غزوات الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت ضد اليهود، وقسم منها كانت تأدّبية, كفرض غرامات أو إجلاء لهم خارج المدينة, إلّا غزوة بني قريظة فقد كانت شديدة على اليهود؛ لأنها لو تم لليهود ما أرادوا لقضوا على الإسلام والمسلمين، رغم وجود حلف ومعاهدة بينهم وبين المسلمين بأن يحموا ظهورهم وينصرونهم على عدوّهم وأن لا يتحالفوا مع عدوهم, إلّا أنهم خانوا ونقضوا العهد. فعندما حفر المسلمون الخندق تركوا المنطقة التي فيها يهود بني قريظة لم يحفروها، وذلك للحلف الذي معهم, بأن يحموا المدينة من جنوبها ضد قريش وغيرهم, لكن الذي حدث عكس ذلك, إذ تحالف اليهود مع قريش وأرادوا مساعدتهم في الهجوم على المدينة في الوقت الذي لم يكن فيها غير النساء والصبيان وكبار السن والعجزة، فخرج النبيّ إليهم وحاصرهم مدّة خمسة وعشرين يوماً، فكانوا يرشقون المسلمين بالنبال والسهام من صياصيهم. وعندما رأوا إصرار الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)عرضوا عليه أن يخرجوا ويحملون الركائب والنساء وكلّ ما لديهم خارج المدينة، فرفض النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، ثم عرضوا عليه أن يخرجوا بأنفسهم للمقاتلة، فرفض النبيّ كذلك، وأتى عليهم إلّا أن ينزلوا على حكمه فيهم إن كان لهم حكم، فرفضوا ولمّا طال حصارهم وأيقنوا لا نجاة لهم وافقوا على التحكيم، فاختاروا سيّد الأوس وهم حلفاؤهم وهو سعد بن معاذ، فجُلب محمولاً لأنه كان محموماً إثر إصابته بسهم، فقال هل ترضون بحكمي على ما هنا والتفت إلى المسلمين وعلى ما ها هنا والتفت إلى القرضيون وعلى من هنا، واحكم على ما يمليه ضميري، واشترط على المسلمين والقرضيين أن يوافقوا على حكمه، فوافقوا. فقال: حكمي فيهم أن يُقتل المقاتلة، وتُسبى النساء والذرية، وتُأخذ الأموال، هذا حكمي لأنهم خونة ولو تمَّ لهم ما أرادوا لربّما فُنِي الإسلام. وقد اختلف الرواة في تنفيذ الحكم فيهم، وقد ذُكِر أمر هذا الحدث في الصحاحين وكتب السيرة التي خصّها ابن هشام والإمام أحمد، والترمذي والنسائي وابن حيان وقد ذكر النسائي على لسان الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاريّ وهو حديث صحيح وثقة باعتباره منقول عن أهل البيت(عليهم السلام) فحاشى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي جاء رحمة للعالمين أن يقوم بذلك، لكنه امتثل لحكم الله(عزوجل) وفعل ما أراده الله وحفاظاً لأمر المسلمين وهيبتهم وبقائهم، ومهما يكن فقد كان هدف الرسول حفظ الإسلام والمسلمين والامتثال والنزول لأمر الله تعالى بتنفيذ القصاص ومعاقبة الخائنين وناقضي العهود وعلى أثر ذلك نزلت الآيات: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا)/ (الأحزاب:26). فتمّت كلمت الله ونصر رسوله ورد سيوف اليهود إلى نحورهم فقتلوا بسيوفهم التي أرادوا شهرها على المسلمين. ......................................... المصادر/ مجمع البيان للطبرسي. مجمع الميزان للطباطبائي.