ضَامِنُ الجِّنَانِ بَينَ أحْضَانِ الوَالِدَيْنِ
هبّت بشائر متلألئة من عوالم الغيب لتمنّ على أهل الأرض بنور مقدّس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة، ليتجلّى جديداً للخير والهدى وحقيقة التوحيد حين أزهر قمر من أقمار آل محمّد في بيت النبوّة، واستبشرت به ملائكة السماء فابتهج الموالون لهذا البيت الشامخ الرفيع الذي أذن الله تعالى له أن يُرفع ويُذكر فيه اسمه, قمر أضاء الأرض بقائد ربّاني، ومنقذ في عواصف التسلّط والهوى، وإمام وأمان, وثامن الحجج من أئمة أهل البيت الطاهرين. أشرقت الأكوان بنور وجهكَ سيّدي موسى بن جعفر، وأضاء بدرك الليل الحالك بظلامه وأصبح منيراً، يا مَنْ أصبحتَ ملاذاً يلوذ به الخائف والمظلوم، وكعبة للعاشقين يطوف بها عشّاقك وشيعتك من مختلف البلدان والأقطار، فأنت الوسيلة التي تقرّبنا إلى الله(عزوجل) عندما ندعوه، وبك تُقضى الحاجات ولا تردد من دعاك، ولا تخيب مَنْ رجاك، ولِمَ لا وأنت باب من أبواب الله(عزوجل) في أرضه. فآثار قبّتك شامخة وخالدة تهفو إليها القلوب المؤمنة، وتفزع نحوها النفوس الوالهة المكروبة، وضريحكَ فيه نفحات عطركَ تهب من رياض النبوّة، وفيها مصابيح تفيض بالإيمان والبركة، ووفود الزائرين تزدحم في فنائك، ودعواتها إلى الباري جلّ شأنه تتعالى في رحابك لا تمنعهم وإن طالت المسافات. فسلامٌ الله عليكَ من الولادة حتّى الشهادة.