ثَمَرةُ الشّجَرةِ النَّبوِيّة

نبأ جعفر
عدد المشاهدات : 154

أشرقت الشجرة النبوية بأنوار قدسية (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) فأينعت منها ثمرة لا شبيه لها ألا وهي السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)، فاستبشر القلم وهو يكتب عن مولدك سيّدتي، وتناثرت كلمات الفرح من أعماق قلبي، فسطّرت جملاً عن علمكِ وفضلكِ، وكان ما قد كتبت تقصيراً في حقكِ؛ لأنك ثمرة تلك الشجرة، فجذورك محمدية، وأغصانك علوية، وأزهارك فاطمية، فممّا لا يخفى على القارئ الكريم أنّ السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) كانت فضائلها ونوافلها وخصالها وجلالها وعلمها وعملها وعصمتها وعفّتها ونورها وشرفها وبهاؤها تالية أمها صلوات الله عليها، قال الطبرسي: إنها روت أخباراً كثيرة عن أمّها السيدة الزهراء (عليها السلام)، وقال الشيخ الصدوق: إن لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين (عليه السلام) وكانت الشيعة ترجع إليها في موارد الحلال والحرام حتى برئ الإمام زين العابدين (عليه السلام) من مرضه، وكفى في علمها وفضلها ما قاله الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) لها لما خطبت بتلك الخطبة التي عجز عن دركها الأفهام والوصول إلى معارفها الأعلام: (يا عمة اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة، فهمة غير مفهمة، إنّ البكاء والحنين لا يردّان مَن قد أباده الدهر).(1) أمّا عبادتها فما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم. ورُوي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: "رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس"(2)، وكراماتها كثيرة، فناهيك لمّا خطبت بتلك الخطبة فبمجرد ما أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس، ومن مكانة السيدة زينب (عليها السلام) وعلوّ شأنها أنها لما وُلدت كان النبي (صلى الله عليه وآله) في سفر فلم يُسمِّها أمير المؤمنين (عليه السلام) إعظاماً وتكريماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك السيدة الزهراء (عليها السلام) حتى رجع النبي (صلى الله عليه وآله) من سفره، فنزل جبرائيل (عليه السلام) وقال: وُلدت لفاطمة بنت سمّها زينب، ثم أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بما يجرى عليها من المصائب والمحن. أتدري بقعة بالشام طابت لزينب بضعة لأبي تراب فقل للمذنبين أن ادخلوها تكونوا آمنين من العذاب ................................. (1) بحار الأنوار: ج45، ص164. (2) فاطمة بهجة قلب المصطفى ص: ج2، ص123.