رياض الزهراء العدد 147 شمس خلف السحاب
أَغلِقُوا عُيونَكُم
«أغلقوا عيونكم» عبارة ردّدها أحد المدرّبين مردفاً كلامه بقوله: لكم دقيقتان؛ «تخيلّوا حال الجنّة»؟ حينها راح كلٌّ منّا ينسج بخياله، ويتصوّر أفياء الجنّة الموعودة.بانتهت الدقيقتان، وانتهت خيالاتنا الجميلة، وانقشعت أفكارنا الحالمة بنعيم الجنّة المأمولة. من ذلك التمرين التنمويّ الهادف استشفينا مفردتين، تمثلت الأولى بأمنيّة التعلّق وصولاً إلى مرتبة الفوز بالرّضا ثم الجنّة، والثانية تجسّدت بخيبتنا عندما تلاشى الخيال وعدنا فارغين دونما الجنّة الموعودة. التمرين نفسه كُرّر مع جمع من الناس ولكنّ؛ هذه المرّة بسؤال مختلف مفاده: لكم دقيقتان «تخيّلوا أنّا نعيش زمن الظهور والإمام بيننا». تفرّسوا في هالته النورانيّة، وفي طلعته الغرّاء، وفي نوره الأبهى، وفي شمائله الفريدة، وفي جنّة دولته المنتظرة، اشعروا بنسائم الأمان وأنتم في ربوع تلك الدولة المباركة، وتنفّسوا الصعداء وقد غاب زمن البؤس والظلم واللوعة. انقضت الدقيقتان وفتح الجميع عيونهم، وقد أجهش أغلبهم بالبكاء بعدما عاشوا الحالة فكراً ووجداناً، لتأتي العبرة من التمرين: اعملوا وجاهدوا للظهور، وتسابقوا للخير والمعروف، وانشروا بذرات الأمل والحبّ بين الصّفوف، وانتظروه بشغف قلوبكم، وبنيّة صدوركم، وبورع أخلاقكم، وبتوبتكم الخالصة إلى الله(عزوجل)، فإنّ العيش بدونه كأنّه خروج من الجنّة إلى دار البوار، فاحرصوا عليه وأدعوا وواظبوا على الدعاء له، ففيه فرجكم. جاء عن الإمام الرضا(عليه السلام): «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج» انتهى التمرين التنموي وما فارقت قلوب العاشقين قبس أنواره، ولا خمدت جمرة الانتظار. ..................... (1)الخصال: ج2، ص610