رياض الزهراء العدد 147 نافذة على المجتمع
مَعهَدُ الأُسْرَةِ المُسْلِمَةِ رِسَالَةُ إِنسَانيَّةٌ للْارتِقَاءِ بالأُسْرَة
إنّ تطوير الأسر والارتقاء بها من أهم الأهداف التي تقع مسؤوليّة تحقيقها على المجتمع؛ وذلك عن طريق مؤسّسات الإرشاد الأسري في المجتمعات الإنسانيّة، فتقوم المؤسّسات المعنيّة بذلك بوضّع الآليّات والخطط، التي من شأنها أن تحقّق هذه الأهداف، وتؤدي الرسالة الإنسانيّة والتنمويّة والتربويّة في مجتمعاتنا. في تحقيقنا هذا نتتبّع إسهامات معهد الأُسرَة المسلمة التابع للعتبة الحسينية المقدسة في مجال الأسرة، إذ يقدّم استشاراته في مجالات متعددّة، منها: الأسريّة، والتربويّة، والنفسيّة بمختلف أنواعها، وذلك لسدّ احتياج المرأة الشديد إلى الرأي السديد، ومساعدها على الارتقاء بذاتها، وحلّ مشكلاتها وهذا ما تعرّفنا عليه عن طريق لقاء مجلّة رياض الزهراء مع مسؤولة معهد الأُسرَة المسلمة السّيّدة رفاه الحكيم، وإجرائنا معها هذا الحوار: رياض الزهراء: متّى تأسّس المعهد ، وممن تتألف الملاكات التي في أروقته؟ أجاّبت مسؤولة المعهد قائلةً: بداية نرحب بكم، أُسّس المعهد في يوم 1/ 6/ 2017م، أمّا افتتاحه فكان في يوم 5/12/ 2017م بمناسبة المولد النبويّ الشريف. وأضّافت: يتألف المعهد من ملاك استشاري متكوّن من المعاونة العلميّة، واستشاريات في تخصّص العلوم النفسيّة والتربويّة والعلوم الإسلاميّة، وملاك إداري لتنظيم الموارد البشريّة في المعهد والروضة والحضانة التابعتين له. رياض الزهراء: كيف يُسهم المعهد في إصلاح الخلل الوظيفي الذي تسرّب للأسرة في ظل الأوضاع الحاليّة؟ مديرة المعهد: يقدّم المعهد مجموعة متنوّعة من الدورات والندوات والمحاضرات ويقوم بنشر مجموعة من الإصدارات، التي تكون وفق رؤية أهل البيت، وما يتوافق معها من المعايير العلميّة، مع تنوّع مادّة طرحها وأساليب إلقائها ومدى الاستفادة منها؛ وذلك بسبب تأثّر المجتمع بصورة عامّة والأُسرة بصورة خاصّة بالعولمة الثقافيّة، والإغراق التكنولوجي وما يعتريه من مشاكلّ عديدة. رياض الزهراء: كيف يتُم تدريب المستفيدات وتوعيتهنّ وإكسابهنّ السلوك الذي ترونه مناسباً لحلّ مشاكلهنّ؟ مديرة المعهد: هناك عدّة طرق لذلك، فتارة ما يتمّ توعية النساء عن طريق ما يُلقى على مسامعهنّ من إرشادات ونصائح تربويّة ونفسيّة تخصّ الفرد والأسُرة والمجتمع، وتعليمهنّ أساليب متنوعة لحلّ الكثير من المشكلات التي تواجههنّ في المجتمع، وتارة يتم تزويد الكثير من النساء بمعلومات في الجانب التربوي والنفسي والفقهي والأخلاقي، وقد تُستخدم أحياناً المهارات الحرفيّة واليدويّة والتدبير المنزلي، فضلاً عن الصحّة البدنيّة والغذائيّة، كي يكون عامل جذب لهنّ من جهة، ومن جهة ثانية لكي تكون ملمّة بجميع الجوانب فيما يخصّ أسرتها. رياض الزهراء: هل يسهم المعهد في تخفيف بعض المعاناة التي تواجه الأسرة؟ مديرة المعهد: نسأل الله أن نوفّق لذلك ولو بالشيء اليسير، وظاهراً لمس ملاك المعهد أثر محاضراته وبرامجه ودوراته في العديد من النساء والأسر، وعموماً عندما نوجّه المرأة إلى أساليب التعامل مع الزوج أو طرائق حلّ المشاكل أو طرائق تربية الأطفال وحلّ مشاكلهم السلوكيّة ..إلخ بحسب النصوص القرآنيّة وروايات أهل البيت والمعايير العلميّة، ونجد أثراً نفسياً ملموساً في واقع المرأة وأسرتها، وهذا ما لاحظناه. رياض الزهراء: ما أهم المشكلات التي تواجه الأسر بسبب الفضائيات المخالفة لقيم المجتمع الشرقي؟ مديرة المعهد: نتيجة الانفتاح الواسع على الثقافات الأخرى عن طريق الإعلام المسموع والمرئي والمقروءة ظهرت الكثير من المشكلات في الأسر المسلمة، ومن أهم هذه المشكلات (ظاهرة الطلاق، والتفكّك الأسري) وغيرهما من المشكلات التي تخصّ الأسرة. رياض الزهراء: هل البرامج المقدّمة في المعهد إلى المرأة تكون من قبل متخصّصين؟ مديرة المعهد: نعم، تُقدّم جميع نشاطات المعهد من قبل ملاك استشاري متخصّص في علم النفس والعلوم الإسلاميّة مع الاستعانة بكثير من التخصّصات الأخرى من خارج المعهد، كالجانب الفقهي والروائي والأخلاقي وكذلك مختصّون في الطب المجتمعي والصحّة العامّة، وأهم العناصر المكمّلة لتعليم المهارات الحرفيّة واليدويّة والتدبير المنزلي، وجميع هذه النشاطات تنفّذ داخل المعهد. رياض الزهراء: هل يسعى المعهد للقضاء على الاتجاهات السلبيّة ضّد المرأة؟ مديرة المعهد: دخلت العولمة للقضاء على قيمنا ومعايير مجتمعنا الإسلامي بعدّة طرائق ضدّ المرأة، منها إيصال ونشر ومفاهيم مغلوطة عن دور المرأة ونشرها؛ لأنّهم على علم بأنّك لو أردت تهديم مجتمع ما، فما عليك إلّا تهديم رموزها التي إحداها هي الأم، وبالفعل نجحو بنسب معتدًّ بها في توليد اتجاهات سلبيّة ضدّ المرأة بصورة عامّة، والأم بصورة خاصّة. والمعهد بدوره يعمل على، تصحيح المفاهيم الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، عن طريق نشر المفاهيم الصحيحة وترسيخها اعتماداً على الشريعة السماويّة والأخلاق الإسلاميّة ونهج أهل البيت في التربيّة الإسلاميّة. رياض الزهراء: ما دور المعهد في التصدّي للمشكلات التي تواجه الأسرة، المرأة، والطفل؟ مديرة المعهد: دور المعهد عملي ونظري، لأنّكِ لا يمكنكِ تغيير واقع فرد ما (بمشيئة الله تعالى) إن لم تتمكني من تغيير تفكيره وقناعاته الشخصيّة، ومن ثمّ تغيير سلوكه، لذا يعمل المعهد على تطبيق الجانب المعرفي العلمي لمواجهة المشكلات التي تواجه الأسرة. إنّ الإقبال يزداد يوماً بعد يوم على المراكز الإنسانيّة المنضويّة تحت لواء العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعباسيّة، خاصّة حينمّا لمست النساء في تلك المراكز المهتمة بشأن المرأة المسلمة جودة العطاء المبذول من قبل الاستشاريات وفريق العمل الذي يمتلك مُستوى عالياً من التعليم والخبرة والأخلاقيات ومهارات التواصل وصدقه وفي الوقت نفسه هذه المراكز لاقت استحساناً من قبل المجتمع ولأسباب منها: ثقافة المجتمع، واحتياج الناس إلى من يخفّف عنهم آلام الحياة ومشاكلها، وهي دلالة قويّة على نضج المجتمع و المتخصّصين في تلك المراكز.