مَن السَّجِينَة؟

هدى ريسان الشمري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 229

صديقتي الحبيبة أترين الهجمات المتوالية على الحجاب؟ مرّةً يشكّكون في فرضيته، ويتلاعبون بالنصوص الدينيّة الصريحة، أو ينكرون بعضها، ويفسرونها بشكل عجيب، ومرّة يهاجمون المحجّبة بالباطل والكذب، ويعرضون صوراً تظهر أنّ الحجاب يُنقص قدر الفتاة ويقلّل منها، وكثيراً ما يعزفون على وتر أنّ الحجاب قيد وسجن، وأنّه يمنع من الحياة الحرّة التي تحقّق فيها الفتاة ذاتها. هذه الأكاذيب أنتِ تعرفينها جيّداً لانتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي قنوات إعلاميّة مختلفة. ولكن تعالي نفكّر سويّاً في أكبر سجن تدخله الفتيات والنساء في عصرنا هذا، سجن يضمّ ملايين النساء، وفي كلّ يوم تدخله فتيات بالعشرات، بل بالمئات والآلاف. أتدرين ما هو هذا السّجن؟ إنه سّجن «الظهور للإعجاب» إنّه سجن «إظهار الجمال والفتنة»، انظري حولكِ كم من فتاة وامرأة خضعت لعمليات تجميل خطيرة، وحقنت نفسها بموادّ ضارة. كم من فتاة تُنفق الكثير على (الماكياج) والشعر كلّ يوم لتتغيّر وتتأنّق وتخفي نفسها تحت قناع سميك من الزينة الكثيفة التي تشوّه ملامحها الجميلة. كم تتضايق المرأة من ارتداء ملابس ضيّقة وكعوب عالية فقط لتبدو فاتنة في أعين الرجال. لنتأمّل معاً بمنتهى الإنصاف: مَن السجينة؟ المحجّبة التي ترتدي ثياباً نظيفةً، جميلةً ببساطتها وحشمتها، وتُخفي مفاتنها ابتغاء وجه الله، فيمتلئ قلبها سروراً، وتسعد بالستر، أم التي تظلّ بالساعات أمام المرآة، وترتدي ملابس تضايقها، وتحرص كلّ ساعة على أن تجدّد (مكياجها)، وتبحث عن نظرات الإعجاب وكلماته؟ مَن السجينة؟ التي تَثق بنفسها وشكلها، وتتسّق مع أحكام دينها، ولا تنتظر إلّا رضا الله، أم التي تبحث عن قيمتها في العيون والإطراء على جمالها؟ مَن السجينة؟ التي لا تعدّ نفسها سلعة ولا تقيّم نفسها وفق شكلها، أم التي تقلق من سنوات عمرها، وتشعر أنّ فرصها فقط في جمالها الخارجي، وتخشى أن يراها أحد من دون (ماكياج)؟ فليهاجموا حجابكِ، وليفتروا عليكِ فأن هذا لا يساوي لحظة طمأنينة وثقة وحريّة تعيشينها به.