رياض الزهراء العدد 147 لحياة أفضل
كُونِي هَالَةَ الحَقَّ فِي سَماءِ البَاطِل
يا أميرة الحجاب والصون والعفاف لا تنجري وراء الجوّ العام للمجتمع، كوني أنتِ النور الذي يتبع ضوءه المجتمع، كوني قائدة ومتعلّمة ومعلّمة، كوني صرخة الحقّ المدويّة بمسامع الباطل مهما علا كعبه وبدت قوّته ووسائله وألوانه في تظليلّك وتخويفك وتغييبك عن الساحة المجتمعيّة والدينيّة، فأنتِ نواة المجتمع وأساسه وقائد زمام أموره ولا تقفِ موقف المحايد من نفسك ومن حولك وإياك واعتزال الساحة المجتمعيّة والثقافيّة والدينيّة بحجّة الخوف من المزالق وحجّة العفّة والحجاب وتقتصري واجبك على البيت والأسرة فقط. الحجاب لا يعيقك إن تقدّمت بالاتجاه الصحيح لنُصرة الحق، بل يزيدك قوّة وإصرارا في حصولكِ على ما تطمحين إليه في رضا الله(عزوجل) انظري إلى زينب الطهر(عليهاالسلام) كيف أكملت رسالة الإصلاح التي جاء بها الإمام الحسين(عليه السلام) من بعده وكيف تحمّلت مسؤوليّة التقديم لهذه الرسالة وكيف وقفت شامخة منتصرة بوجه أقوى سلطة في ذلك الوقت، لكنّ قوّة عفافها حجابها كانت أقوى فزلزلت عروش الطغاة، وأوصلت الرسالة على أتم وجهة وفي أفضل حال. إنّ زينب الطهر(عليهاالسلام) لا تريد منكِ أن تتّبعي المتشدقين بشعارات التحرّر والانفتاح فتلك عبوديّة محضة ووسيلة للإيقاع بك لا محبّة بك ولا بالمجتمع، وتذكّري إن كلّ من يوزع صكوك الحرية المهلكة والانفتاح المبطن بالابتذال وهتك الكرامة هو سمسار الشيطان الأكبر وسيتخذك حطباً لمصالحه ونزواته وميوله وتذكري إنّ الفضيلة وسط بين رذيلتين كوني معتدلة في وقوفك من الساحة المجتمعيّة واصلي العزم وستصلين وقف موقف المدافع عن حقّك وعن الضعيف من الإنسان. إنّ زينب(عليهاالسلام) تريد منكِ أن تصلحي ما فسد من المجتمع تريد منك أن تكوني امرأة حقيقيّة فاعلة. كونّي سائدة في التبليغ والإعلام والتربية والتعليم قائدة لا منقادة لعادات بالية، لا تدعي نصب عينيك سوى رضا الله(عزوجل) ورسوله وأهل بيته(عليهم السلام) ومن بعده فافعلي ما يحلو لك لا تتقمّصي موقف المتفرّج من كلّ ما يحدث أمامكِ في المجتمع بل خذي دورك في التغيير والتأثير تقول السيّدة بنت الهدى: (لا أريد أن أكبر ويترك الزمن عليّ أثاره بل أنا التي أريد أن يترك عليه أثر). وأخيراً تريدك أن تكوني كزينب الطهر التي ملأت الخافقين بكلمة والله لن تمحو ذكرنا، فكانت شذرة الحقّ في جبين التأريخ تتلألأ إلى الأبد.