رياض الزهراء العدد 147 الملف التعليمي
التَّعَابِيرُ اللُّغَوِيَّةُ والجَسَدِيَّةُ تَتَّشِحُ بِالذَّائِقَةِ الجَمَاليَّةِ لِلعُلُومِ وَالمَعْرِفَة
(أعطني مسرحاً أعطيك ثقافةً تحيا بها أمم عريقة)، مقولة تحمل في طياتها مصاديق عديدة تترجم تحت عناوين ملونة ومتأنقة في تعبيرها وفحواها، فتجد فيها الفلكلور، والأدب، والقضية، والصدق، والنشاط والحيوية، وممّا لا شك فيه أنّ من يدخل أروقة قصر العلم والمعرفة ويتجّول في ترحاب المؤسسة التعليمية سيدرك أنّ للمسرح أثاراً تربويةً لا تخفى في كلِّ واع وبارع. أهمية الأنشطة المدرسية والتربوية تندرج وتنطلي بأدوارها كلوحة للتعريف بأبرز المهارات والمواهب المتنوعة، وعرض المادة العلمية بمنهج ممسرح يصف فيها بعض المضامين والمحتوى بإطار جديد يجذب الأنظار، ويشدّ المتلقين في عملية التربية والتعليم، ويعد المسرح المدرسي نافذة مهمة وركناً من أركان النشاط التربوي، ودعامة من دعاماته الأساسية، وَفق برنامج هادف وتخطيط مدروس يتناول جميع الجوانب المستهدفة والمتكاملة في العملية التربوية، إذ تسعى خشبة المسرح التعليمي جاهدة لتكوين شخصية قوية، تعمل على صقل المهارات، وتنمية القدرات ،والكشف عن الطاقات المكنونة في داخل التلميذ والإفصاح عنها عن طريق أداء الأدوار، وتعزيز مبدأ الشجاعة الأدبية، وكذلك تعدّ إحدى السبل الناجعة للعلاج الأمثل للخجل والانطواء والانزواء بعيداً لمَن يعاني من تلك المشاكل السلوكية من التلاميذ، حيث يجد ضالته عندما يعرض لمواجهة جمع من المتعلّمين والمعلّمين وجمهور من الناس بشكل مباشر خوفاً من تعليقات أقرانه والمحيطين به بشكل سلبي أحياناً، إذ تمتلكه الرهبة والخوف وفقدان الثقة، فمشهد مسرحي واحد قد يكون كفيلاً لخفض التوتر النفسي، ولتفريغ الشحنات السلبية التي تعتري الكثير من التلاميذ، فعند أدائهم لأحد الأدوار التمثيلية المعبرة ستكون هناك الكثير من النتائج الإيجابية. ويتم توظيف المسرح في المدرسة بشكل سلس ومبسّط، ليسهل فهمه والتجاوب مع خصائصه المثيرة التي تعرض الأحداث بتوازن فكري ومعرفي، وتعالج النصوص الموضوعة في دائرة اهتمام المتعلّم، وتتنوع العروض والمشاهد بين العرض الممنهج لتعليم القواعد، ومبادئ اللغة، والأرقام، ومنها ترفيهية وأخرى تاريخية، وأبرز الأحداث الإسلامية والمناسبات الدينية، وكذلك تناول أبرز الظواهر الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع، ومنها أدوار تّعبر عن الأسطورة والرمزية التي تنّمي الخيال لدى التلميذ، وكذلك التعرّف على أهم الظواهر العلمية البسيطة في الحياة والتي ترتبط بالبيئة. وتتجلّى لنا أبرز أهداف المسرح المدرسي عبر الومضات الآتية :- 1- يمهد للمواد الأكاديمية والدراسية (عبر مسرحة المناهج ) بأسس تربوية . 2- إدخال المتعة، وازدياد قابلية المتّعلم على التفاعل مع الدرس . 3- يغرس روح الانتماء والعمل التعاوني والجماعي . 4- توجيه طاقات المتعلّم توجيهاً سليماً لخلق شخصية واعدة ومتّزنة. 5- تنشيط حواس المتعلّم السمعية والبصرية والحركية وتوظيفها بشكل متقن .