رياض الزهراء العدد 147 منكم وإليكم
العَلاقَاتُ العَاطِفيَّةُ ودَورْهَا فِي حَيَاةِ الإِنْسَان
من نِعم الله(عزوجل)العظيمة على الإنسان أن جعل له سلسلةً من العلاقات الاجتماعية، تضمن له استمرارية حياته، فالإنسان حينما يولد ويدخل إلى دار الدنيا، يكون ضعيفاً فقيراً محتاجاً، لا يستطيع أن يستقلّ بفعل أيّ شيء، فهو في كلّ احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس يحتاج إلى أبويه ليوفّرا له أسباب الراحةِ والدِّعةِ، ويؤمّنا له أسباب الحياة، وقد جعل الله(عزوجل) عاطفةً خاصّة من والديه تجاهه لا نجدها عند غيرهما إطلاقاً. وكذلك هو حال الإنسان عندما يردُّ إلى أرذل العمر، والضعف بعد القوّة والشباب والصحّة والعافية، فهو بحاجة إلى راعٍ ومعين، لأنّه يعود إلى الضعف والوهن، حيث سُلبت منه القدرة، وهنا يأتي دور الأبناء ليردّوا ولو جزءاً من حقّ الأبوين عليهما، وقد زرع الله في نفوس الأبناء عاطفة خاصّة تجاه الآباء، بها يحبّ الابن والديه، ولا يتخلّى عنهما حتّى في أصعب الظروف، إلّا في الحالات النادرة التي يتخلّى فيها الإنسان عن إنسانيّته ومبادئه، وقيمه ودينه، إذ يعيش حالة انحلال الأسرة منذ البداية مثلما يحصل في الغرب، وتضطرّ الدولة إلى إنشاء مراكز الحضانة والتربية في مرحلة الطفولة، وكذلك مراكز العجزة في مرحلة الشيخوخة.