رياض الزهراء العدد 147 منكم وإليكم
وَمَا العِيدُ إلّا عَابِرْ سَبِيل
وجاءَ العيد من دونِ شِراع.. ومن دونِ شاطئ.. يجرّ الماء إلى القاربِ.. والسماء بلا مخالب.. وفي زواياه.. سوسنة مذبوحة.. وعتمته ترقد في أحضانِ صدري.. وجرح.. تمرّ عليه القصائد الثكلّى.. وحديقة عارية.. من الأراجيح والكركرة.. وقمر مُهّمش بالضياعِ.. كالجياعِ.. نشتهي الحنان! نمارس العويل.. بين الرياح والنسرين.. ساخرة منّا الهدية والألعاب.. هكذا نحتفي بالعيد.. فلسفة ذائبة بالصمت.. ربّما تحترق الظنون.. والأحلام.. إلاّ رسم صورتك.. في عيوني المنحدرة نحو ذكرياتك.. أروقتك.. مكانك.. ضحكتك.. فرحتك.. دمعتك.. مسجدك.. مصباحك.. أجراس ساعتك.. كلّ شيء يخصّك يا والدي.. يدور حولي كالمروحة.. وأدور حوله.. فتاة.. من الشمع العتيق.. تصفعني نيران الوحدة.. وتساورني أفعى الذكريات.. كخربة السبايا.. أمنيّاتي.. ليس فيها إلاّ طفلةٌ يتيمة.. ونايٌ يعزف في العظامِ.. ويخثّر الوجع في القلبِ.. ويأتي الهُدهد.. وأنا اختصر الفراسخ والوعود.. كآصف العرش.. وأتدثّر بخيال.. يشبه دخّان سجارتك.. وأعود من السراب.. ظمأً إلى العيد معك..