رياض الزهراء العدد 156 شمس خلف السحاب
الآثـَارُ العَظِيـمَـةُ لِوُجودِ المُخلِّصِ(عجل الله تعالى فرجه الشريف)
لطالما دعت الأصوات المخلصة إلى ضرورة أن يكون للمرء أثر طيّب يدوم بعده ويخلّده؛ لِما في ذلك من فائدة مرجوّة، وإن استطاع العبد تحقيق ذلك كان من الصالحين والدُعاة، فكيف بعبد الله الذي فاض بالآثار على كلّ مَن حوله؟! وكيف بذلك الفيض وهو ينسكب على البشرية جمعاء طيباً ونفحات قدسيّة؟! للإمام المهديّ(عج الله فرجه الشريف) جملة من الآثار العظيمة، منها: أثر الارتداع عن المعصية، فكلّما استشعر المؤمن أنّ هنالك رقابة تُحصي حركاته وسكناته استقام وأصلح نفسه وتوخّى الحذر، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)/(البقرة، الآية 143). والأثر الثاني يتمثّل جلياً بالأمن النفسيّ، حيث إنّ الإنسان يعيش حالات من الخوف والذعر والتوجّس الخفي من أن يحدث له مكروه على حين غرّة، إلّا أنّ شعوره بأنّ هنالك روحاً تحرسه وإماماً يتابعه ويهتمّ بأمره يُشعره حتماً بالأمان والاستقرار والراحة النفسيّة ويمدّه بالطاقة الإيجابيّة. وثالث الآثار يتجسّد في أثر الهداية: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)/(العنكبوت الآية 69). فالذي يتوفّق للقرب من الإمام المهديّ(عج الله فرجه الشريف) يستشعر هذه الهداية، ويشعّ نورها بين خافقيه، فحبّ الإمام والتعلّق به واستشعار وجوده الدائم يمنح العبد محبّة وبهجة يعيش لذّتها وينسى كدره وحزنه، قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)/(يونس، الآية 62). وهذه الآثار العظيمة هي التي عبّر عنها الإمام الصادق(عليه السلام) عندما سُئِل عن فائدة غيابه، فقال(عليه السلام): "كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب"(1). والسؤال الذي يجب أن نفكّر فيه بعمق وتدبّر: ماذا قدّمنا لحياتنا الأخرويّة؟ وهل سنترك أثراً طيّباً؟! .............................. 1- إكمال الدين: ج38، ص 7.