مُؤَشِّرُ دَرَجَةِ التَّفَرُّغِ لِلعبَادَةِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 161

السؤال: أنا طالبة جامعية أعيش في شهر رمضان الكريم نوعاً من أنواع التفرّغ والانعزال، فهل يُعدُّ الانعزال عن الناس لمدّة معيّنة أمراً حسناً؟ مضمون الردّ: لا توجد قاعدة عامّة في كون العزلة أمراً حسناً أم لا، فالحقّ القول: إنّ العزلة نافعة في موردين: المورد الأول: إذا رأيتِ أنّ الاختلاط بالناس، يسبّب لكِ الوهن في الدين، وانتقال سلبيّات الآخرين إليكِ.. المورد الثاني: أن تكون العزلة لتقوية علاقتكِ بربّكِ، والتلذّذ في الحديث معه، ومن الممكن أن تكوني منعزلة يوميًا في صلاة الليل بدلًا من التقوقع على الذات وترك التعامل مع المجتمع. مثلما يمكن الاستفادة من السفرات النافعة في العزلة عن الناس، لنعطي للنفس جوًّا روحيًّا وفكريًا متميّزًا، بدلًا من الانشغال بالمناظر الطبيعية، والاستمتاع المجرد فحسب.. ملخّص القول: إنّ العزلة الصحيحة أن يكون المرء في الناس، ولا يكونَ معهم في لغوهم ولهوهم. ولا ينبغي أن تكون الرغبة في العزلة من دواعي ترك الواجبات من قبيل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام، وإرشاد الجاهلين. ................................. (1) ميزان الحكمة: ج1، ص179.