رياض الزهراء العدد 156 همسات روحية
أَحَادِيثُ
إلهي فاز المخفّون.. و أنا عبدك المثقل بالذنوب! كلّما لاحت لي الدنيا اهتزّ قلبي بالرغبة، و كأنّي لم أدرك حقيقتها الزائلة، أو كأنّي لم أشهد غدرها المخيف! إلهي.. يُخجلني أن أرغب فيما سِواك، أن أستأنس بالتوافه والقشور.. يخزيني يا مولاي أن أريد ما يُبعدني عنك بعد أن اخترت لي قربك.. هذه الدنيا يا إلهي تناديني ليلَ نهارَ، بشعة مُرّة دنية، فمتى تستوحش منها نفسي؟ متى أمجّها بمَن فيها وما فيها؟ متى يا إلهي أفرّ منها كلّما لاحتْ لي فرارَ الملدوغ؟ إلهي.. إنّي لأريد الوفود إلى حضرةِ جمالك ناظراً إلى وجهكَ الكريم فتفضّل عليّ بالزهد والعصمة.. إلهي.. إلتقمني حوت ذنوبي لحظة شقاء؛ فغرقتُ في ظلمات جوفه، ثمّ غاص بي في دياجير بعدكَ! ربّاه أيّ ظلمة مروّعة أطبقت عليّ من كلّ الجهات؟! أيّ غمّ يسحق روحي زماناً يطول بالعتمة والسواد؟! إلهي.. همّ تلو همّ وكمدٌ إثر كمدٍ.. فنجّني من هذه الذنوب المخيفة، ومن هذه الخطايا المترادفة، من آثامي المتكرّرة، ومن جناياتي.. ومن سيّئات عملي.. إلهي.. من قعر الظلمة أناديك، أعمى يستصرخ، سبحانك يا لا إله إلّا أنتَ.. يا لا نور إلّا أنتَ.. إنّي كنتُ من الظالمين فنجّني.. اغفر لي يا ربّ هذه الظلمة، تُبْ عليّ واصرف بصركَ عن خطيئتي يا أرحم الراحمين..