شَهْرُ رَمَضَانَ والناسُ في مَرْكَزِ الصِّدِّيقَةِ الطَاهِرَةِ(عليه السلام)
ها هو ضيفنا الحبيب قد أقبلَ ناصحاً أميناً..... ها هو ركن الإسلام والقبس من نور الإيمان دخل علينا محمّلاً بعبق من ريح الجِنان.... شهر رمضان محطّة يلتقي الناس تحت ظلّها بعد رحلة طويلة في مسيرة عامهم الطويل، وفيه يكون الناس أشدّ تكافلاً، وتكاملاً، فالصوم حالة من حالات غسل الروح والبدن من سموم الغضب، والشغب، والكراهية. اليوم نعيش أجواء شهر رمضان مع مركزٍ عُدَّ الأول من نوعه في العراق، مركز الصدّيقة الطاهرة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة في كربلاء المقدّسة، يستقبل المركز الشهر الفضيل بشكل مختلف حيث يتهيأ كلّ مَن في المركز نفسياً وجسدياً لشهر الله وخاصّة أنّ المركز لا يتوقّف عن استقبال ضيوف رمضان طوال أيامه المباركة؛ فتعيش كلّ الأخوات في المركز أجواءً عائليّة حانية مع الناس لتلبية ما يحتاجون بلا كَلل أو مَلل. مركز الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام) يحتضن نشاطات الإدارات الموجودة في المركز وباقي الشُعَب النسويّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة من خارجه ليُعِدَّ الأرضية الصالحة لمختلف الأنشطة وإقامة المأدبات، وله أيضاً مساهمات أخرى خلال الشهر الفضيل. للغوص في بحر مركز الصدّيقة والتماس درره، التقت رياض الزهراء(عليها السلام)بالسيّدة زينب العرداوي/ مسؤولة المركز لتبيّن لنا سير العمل في شهر الله في مركزهم المبارك قائلةً: لشهر رمضان خصوصية وتميّز عن باقي الشهور، هذا ما أكّده القرآن الكريم في أكثر من موضع، وكون الأجر في هذا الشهر مضاعفاً ففي كلّ ساعاته ودقائقه وتفاصيله يُكتب عند الباري العمل فيه مضاعفاً، شهر فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، فيستحقّ أن نبذل جلّ جهودنا لنحظى بمغفرة ورحمة من لدن العزيز القدير. مركز الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام)دؤوب على تقديم كلّ ما هو أفضل طوال السنة؛ لكن ما يميّز العمل في شهر رمضان عن غيره أنّ المركز يستقبل ضيوفه الصائمين على مدى ليالٍ وأيامٍ، نحاول فيها أن نبذل أقصى جهودنا لتقديم أفضل وجبات الإفطار يومياً وبأصناف مختلفة، ولا يقاس شهر رمضان اليوم بما سبقه؛ فكلّ سنة نحاول أن نقدّم الأفضل، والأعداد في زيادة ملحوظة وهذا بفضل صاحب الجود أبي الفضل العباس(عليه السلام). نستقبل شرائح متنوعة من المجتمع على موائد الإفطار، منهم عوائل الشهداء والمتعفّفون والطالبات، وهناك دَعوات عامّة يكون نوع الحضور فيها متنوعاً، وقد وصل عدد مأدبات الإفطار إلى 3495 خلال العام الماضي، ونسعى إلى زيادة الأعداد في السنوات القادمة؛ لينهل من فيض الكفيل المزيد من النساء للتبرّك بجوده(عليه السلام). رياض الزهراء(عليها السلام): نوع الدوام في مركزكم صباحي، فكيف يمكن لمركز الصدّيقة الموافقة بين دوامي الصباح والمساء؟ وهل يشكّل هذا النوع من الدوام ثقلاً على ملاك المركز؟ السيّدة زينب العرداوي: همّنا الأول راحة ملاكنا ولا نثقل عليهم في مثل هذه الأيام بل نبذل جهداً في توفير سُبل الراحة والدِعة لهم؛ لذا نعمل على تنظيم الجدول لدوام الأخوات، فمنهم من يباشر بالدوام صباحاً، والقسم الآخر في المساء ويكون ذلك بالتناوب؛ فالكلّ يرغب في خدمة ضيوف الزهراء(عليها السلام) وصاحب الجود(عليه السلام)؛ لذا يكون تبادل الدوام بينهم ليحظى الكلّ بشرف الخدمة. رياض الزهراء(عليها السلام): مع مشروع كهذا لابدّ من وجود عوائق وصعوبات تعترضكم، فكيف تواجه الإدارة ذلك؟ لله الحمد على نعمه كلّها، عملنا هذا توفيق من الله ونعمة ندعو الله أن لا تزول، وكلّ عمل لابدّ من أن تواجهه صعوبات ومشاكل؛ فنحن لا نعيش في مجتمع مثالي متكامل، لكنّ بفضل الله وبركات صاحب المقام أبي الفضل العباس(عليها السلام) ومتابعة سماحة المتولّي الشرعيّ السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) الذي يذلّل لنا العقبات ويكون السند في مسيرنا؛ لا عراقيل تذكر ولا صعوبات تحدّ من تطوّرنا ومضيّنا قدماً. بعد ذلك توجّهت رياض الزهراء(عليها السلام)إلى بعض الأخوات من داخل المركز لتستمع لما يشعرن به خلال أيام الشهر الفضيل مع الناس، وكانت الكلمة الأولى للأخت بلاغ حسين الموسوي/ منتسبة في وحدة الذاتيّة، قائلةً لنا عن أجواء أيام شهر الخير في مركز الصدّيقة: يمرّ شهر رمضان في مركز الصدّيقة الطاهرة(عليها السلام) ونحن نعيش بشكل مختلف تماماً نعيش يومياً حالة من السعادة والراحة النفسيّة بعد أن نقدّم الخدمات للضيفات، فعلى الرغم من التعب والجوع، إلّا أن الابتسامة التي نشاهدها على وجوه الحاضرات والنظرة في عيونهن تُزيل ذلك التعب، ونسعى إلى أن نطوّر من عملنا، ونقدّم كلّ ما هو متميّز، ونسعى إلى تقديم الأفضل في السنوات القادمة. كيف توفّقين بين بيتك والعمل؟ توجّهت رياض الزهراء(عليها السلام) بهذا السؤال للسيّدة خلود حسين/ مسؤولة وحدة الشؤون الخدميّة فتحدّثت مشكورة: خدمة أبي الفضل العباس(عليه السلام) هي هدفنا؛ لذا كانت توفيقاته قد غمرتنا في البيت وها هُنا، ونرجو من خدماتنا هذه أن يتقبّلها منّا المولى ويوفّقنا في هذا العام وكلّ عام لما يحبّ ويرضى فهو سميع الدعاء. انتظار أغلى ضيف، تهلّ علينا نفحات رمضان، فتحرّك فينا مشاعر الشوق واللهفة ولكي نستقبل هذا الشهر الكريم بما يستحقّ من احتفاء تتحدّث لرياض الزهراء(عليها السلام) السيّدة فاطمة عدنان محمد معلّمة في روضة المركز وحضانته: ننتظر شهر رمضان بشوق ولهفة كأنّنا وسط أهلينا، ولاستقبال العوائل التي نستضيفها على موائد الإفطار نوع من الفرحة والسعادة الغامرة، إذ إنّنا وحتى بعد العودة إلى البيت ننتظر الغدّ لنقدّم الأفضل ولنتزوّد من رحمة الباري ونعمه، وكنّا يوماً بعد يوم يزداد نشاطنا ويعود ذلك كلّه إلى فيوضات أهل البيت(عليهم السلام) والتعاون والتعاضد والتآزر ما بين الأمّ وبناتها، وتلك الأم متمثّلة بشخص (السيّدة زينب العرداوي/ مسؤولة المركز) التي تشاركنا العمل بنفسها، وتحاول أن تجمعنا حولها، وهذا ما يزيدنا قوة وإصراراً على تقديم الأفضل في كلّ عام. عُدَّ مركز الصدّيقة القاعدة التي تستند إليها المراكز والشُعَب النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة في إقامة نشاطاتهم من مأدبات الإفطار وغيرها، فكان لمركز الثقافة الأسرية في العام الماضي ثلاث مأدبات إفطار بالتعاون مع مشروع (رحماء بينهم)، إذ وصل عدد الحضور إلى (180) ضيفة، ولشعبة مدارس الكفيل الدينية ثلاث مأدبات إفطار ووصل عدد الحضور إلى (1315)، ووصل العدد بالنسبة إلى الوحدة القرآنية/ التوجيه الديني النسويّ إلى أربع مأدبات إفطار، وكان عدد المشاركات (2000) ضيفة من المحافل القرآنية، وفيما يخصّ نشاط المركز بشكل خاصّ فقد كان له مأدبة إفطار في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين(عليه السلام) ووصل عدد الضيوف إلى (1000) ضيفة، ونأمل زيادة الأعداد في السنوات القادمة. إن شهر رمضان مدرسة دينيّة واجتماعيّة واقتصاديّة، وملتقى للتواصل والحبّ والتآزر وشفاء للقلوب من الحقد والحسد، وتحقيقُ للتسامح، وغرس القيم والمحبّة، مثلما إنّ لأيام شهر رمضان ولياليه نكهة خاصّة، وهذه القيم تتجلّى بموائد الإفطار الجماعيّ التي نجدها في مركز الصديقة الطاهرة كخير مثال.