كُنْ رَقِيبًا على طِفْلِكَ.. مِنْ دُونِ تَسَلُّطٍ

أفلاذ عبد الله حمزة القرة غولي/ بابل
عدد المشاهدات : 149

لا يخفى على أحد ضرورة الرقابة الأسرية على الأطفال خصوصاً في عصر التطوّر التكنولوجيّ، فتكون هي الموجّه الأساسي للطفل في الحدّ من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا وخصوصاً الألعاب الإلكترونية ذات التأثير السلبي فيه. لكنّ المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع الطفل، فجارتي تشكو من عناد طفلها وعدم الاستماع إلى كلامها وتمسّكه بالسلوكيّات الخاطئة.. بعد أن قالت: إنّنا مسؤولون عن سلوك أطفالنا، لأني حاولتُ الضغط عليه واستخدام أسلوب الأمر بدلاً من التعامل اللّين ومحاكاة عقله ورغباته!! كلّ إنسان يحتاج إلى مَن يحبّه ويتفهّمه، وعلى وجه الخصوص الطفل.. فانعدام ذلك يؤدّي إلى شعوره بإهمال والديه له، أو كرههما إيّاه؛ ممّا يؤدّي إلى سلوك معادٍ للوالدين، فالأسرة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن سلوكيات الطفل باعتبارها مؤسسة روحية بنيوية مسؤولة عن بناء المجتمع عن طريق تنشئة الطفل، ويعتمد نظامها على التبادلات العاطفية.وعلى الصعيد الآخر لابدّ من معرفة رأي الطبّ النفسيّ حيث يوصي بعدم الإكثار من الأوامر الموجهة للطفل وعدم إرغامه على الطاعة، فيجب على الأهل أن يكونوا مرنين في طريقة تعاملهم مع الطفل، ويجب مخاطبته بالحبّ والحنان والاحتواء. إنّ مراقبة الطفل ومحاولة فرض قواعد وقوانين عليه بالقوة سيجعله خائفاً من والديه، وربّما سيكون متمرداً فيما بعد!! كذلك يترتب على هذا الأسلوب تكوّن شخصية ضعيفة للطفل، وفي المقابل فإنّ منح الطفل الاحترام سيجعله يتحلّى بهذه الصفة، إضافةً إلى منحه الثقة بنفسه عن طريق شرح وجهة نظر الوالدين بهدوء، وهذا يجعل طفلك يشاركك في حلّ المشكلة، فضلاً عن كسبه وجعله صديقاً وابتعاده عن الخوف.