المَرأَةُ... مُوَاجَهَةُ الأَثَرِ فِي الحَربِ النَّفسِيَّةِ... وَصِنَاعَةُ الرَّأيِ العَامِّ فِي الفَضَاءِ الافْتِرَاضِيّ

مآثر طالب/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 226

لا يختلف اثنان بشأن نمطية الحياة الاجتماعية السائدة اليوم في ظلّ مشهد اجتماعي وسياسي يعصف بتفصيلاته بهوية المرأة، بل يسعى إلى الحدّ من حضورها العامّ؛ ولأنّ المرأة تشغل حيّزًا مناصفًا للرجل في جميع موازين القوى فقد وضعتها الظروف تحت طائلة المواجهة والتصدّي للحرب النفسية التي تُشنّ اليوم على المجتمعات العربيّة ولاسيّما الإسلامية عبر أذرع ممنهجة تعتمد الحيز الإلكتروني وسيلة أساسية في تنفيذ جميع سيناريوهات التشتّت الفكري والاجتماعي، وتبعًا لذلك انبرت تقطع فصلًا من الصمت المطبق الذي كان يسيطر لسنوات على واقعها؛ لتكون أداة فعّالة في مواجهة حرب العصر، وكشف كلّ أساليب هذه الحرب الافتراضية التي كانت تهدف إلى إزاحة معالم الانتماء الثقافيّ والفكريّ، وزجّ المجتمع في حزمة مشاكل بعيدة عن وثاق الارتباط الذي يتّصل بحبّ الأوطان والدفاع عنها، إزاء تلك المتغيّرات شهدت الساحة تصاعداً لدور المرأة في الإعلام سواء كان مرئيًا أو مسموعًا أو مقروءًا على صعيد تأييد حزمة مطالب شعبية ولاسيّما تلك التي تتعلّق باسترداد الحقوق ورفض الظلم، فضلًا عن اتّساع خبراتها الإعلامية في مجال الرصد الإعلامي، وكشف المحتويات المزيفة، والتصدي للمفاهيم الخاطئة التي يروّج لها الإعلام المغرض في ضمن الشبكة العنكبوتية، ولم ينحصر دور المرأة في صناعة الرأي العام فقط، بل أسهمت في تأسيس تجربة اجتماعية متفرّدة على صعيد مشاركتها في مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وترسيخها مبدأ الاتّحاد الماديّ مع زوجها لتأمين متطلبات الحياة المعقّدة، فضلًا عن قدرتها على الفصل بين جوهرها وكيانها الخلقي وبين العامل النفسي الذي يخلّفه كل إسهام للمرأة في العمل وأداء المَهام الوظيفية، ولو تفحّصنا جانبًا من هذه التجربة التي خاضتها المرأة على صعيد المشاركة الاقتصادية من الوجهة التاريخية لوجدنا أنّ هذا الدور استلّ جزءاً كبيراً من أساسياته من حياة السيّدة الكريمة خديجة الكبرى(عليها السلام) بوصفها السيّدة التي أسهمت في إرساء الدعامة الاقتصادية للإسلام، وما نطوى على ذلك من مساحة واسعة من الدعم والإسناد لرسول الرحمةk منذ بدايات بزوغ فجر الإسلام متخطيةً بذلك الفوارق والعقبات التي وُضعت أمامها بفعل سلطة الجاهلية الأولى التي كانت سائدة لحين وفاتها(عليها السلام)، حيث حاولت المرأة اليوم ترجمتها حرفيًا طبقًا لتطوّرات المرحلة أو حاجة المجتمعات ذات النهم للتوافق بين أغلب الأسر، وانطلاقاً من كونها بطلة مواجهة حاسمة نشبت عقب إعلان رسول الرحمة(صل الله عليه وآله وسلم) وسلم روح الرسالة الإسلامية، فأوجدت عيّنة لكلّ ما أسلفناه، حيث سِفرها العظيم الذي يعجّ بعدّة مواقف منها ما يتعلّق بإعلانها الكفاح والمواجهة المعنوية، فضلًا عن تصديقها للرسالة السماوية، ومساندة زوجها وجعل جميع مقدّراتها المالية في خدمة الإسلام وتثبيت ركائزه، ولو عدنا بهذه المفصليّة اليوم في ظلّ واجب المرأة التي يحتّم عليها دورها الرسالي والعقائدي لاستثمرت بذلك كافة الإمكانات الفكريّة ووسائل التواصل الاجتماعي ومخرجات التطوّر التكنولوجيّ الذي جعل من العالم قرية صغيرة.