التَنَمُّرُ الإلكترُونِيُّ

زينب ضياء الهلاليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 139

هو استغلال الإنترنت لإيذاء الآخرين عن طريق الأجهزة الإلكترونية بإرسال الرسائل المسيئة والمؤلمة للطرف الآخر بطريقة متعمّدة ومتكرّرة وعدائية. انتشار وسائل الإعلام الحديثة على نطاق واسع جذب جميع فئات المجتمع للدخول إلى عالم الإنترنت؛ ممّا أدّى إلى ظهور التنمّر الإلكتروني الذي انتقل من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، وأصبح بإمكان الفرد استخدام الإنترنت والتقنيات المتعلّقة به بهدف إلحاق الضرر بالآخرين بطرق متعدّدة وبصورة عدائية عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتراسل النصّي، ومقاطع الفيديو، والصور، والمدوّنات وغيرها من الأساليب التي تضرّ بالفرد من قبيل بثّ الشائعات، والصور المحرجة، والصور المعدّلة، والفيديوهات غير الملائمة، والمواد التي لا يرغب الفرد في مشاركتها مع الآخرين. ويُعدُّ هذا النوع من التنمّر هو الأخطر؛ لأنّ المتنمّر يختبئ خلف الشاشة، ويصعب تمييزه في الكثير من الأحيان، والمحتوى الذي ينشره على النت ينتشر انتشاراً واسعاً ويبقى لمدّة طويلة؛ ممّا يؤدّي إلى انعكاسات سلبيّة على نفوس الشباب والمراهقين، وهم الشريحة الأكثر عرضةً للتنمّر كونهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة ممّا يجعلها الوسائل الأكثر شيوعاً. التنمّر الإلكتروني يؤثّر في الفرد تأثيراً سلبياً فهو يُضعف الثقة بالنفس، ويعرّضه للاكتئاب والقلق النفسي، وفي أحيان كثيرة يؤدي إلى اضطرابات في الشخصية قد تصل بالفرد إلى إيذاء نفسه. للحدّ من هذه الظاهرة يجب على الأسرة أن تعرّف أبناءها على التنمّر بأسلوب يفهمه الأبناء، ووضع قواعد لاستخدام الإنترنت والبرامج المختلفة، تحذيرهم من الحديث مع الأشخاص الغرباء، وتعزيز الثقة بين الأهل والأبناء، وأهميّة إبلاغ الوالدين في حالة حدوث التنمّر مهما كانت درجاته ومراقبة الأبناء عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل المختلفة، وتحديد أوقات استخدامها، واستعراض المواقع الإلكترونية التي يزورونها باستمرار، والتعرّف على ماهية المادة التي تقدّمها تلك المواقع، وعدم فتح أيّة رسالة من جهة مجهولة، وأهمية التعاون والتواصل مع المدرسة في هذا الشأن. ويتجلّى دور المدرسة عن طريق تدريب ملاكاتها المختلفة على الحالات التي قد تنجم عن حدوث التنمر الإلكتروني، بإعداد البرامج التوعوية الثقافية، وإعداد فريق مدرسيّ وقائي مؤهّل له مهام يصل إلى تحقيقها، ويقوم بجمع الملاحظات والظواهر التي تدلّ على وجود تنمر إلكتروني بالمدرسة، وكذلك تقع المسؤولية على المدرسة في التعريف بالعقوبات القانونية التي تطال الفاعل، وكسب ثقة الطلاب في الإبلاغ عن هذه الظاهرة التي تضرّ الأفراد ليكون مجتمع الإنترنت آمناً.