رياض الزهراء العدد 156 منكم وإليكم
لَيلَةُ القدرِ... تصفِيَةُ الرُّوحِ
لو قام الشخص بأداء جميع فرائضه الواجبة في أول وقتها فإنّه سيشعر براحة نفسيّة واطمئنان يغمر قلبه، فكيف لو قام بأعمال مستحبة؟ أحياناً تجرفنا الحياة بأمواجها إلى عالمها المليء بالانشغالات والغفلة؛ فتُنسينا أنفسنا، فنصبح أشبه بالطفل المشرّد الذي لا يعرف إلى أين يلتجئ؟ نبحث عن شيء يُرضينا لِيجعل طائر السعادة يحلّق في سماء قلوبنا الحزينة، فكمْ لهونا بأمور الدنيا لكنّا لم نجد السعادة؟ فلو ذهبنا إلى آخر بقاع العالم فلن نحصل على معنى السعادة الروحيّة التي نتمناها والاطمئنان الداخلي إلّا بقرع ذلك الباب الذي لا يُغلق، فهو مفتوح أمام جميع المخلوقين، باب رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، فلو طرقناه لوجدنا عنده ما يريح أنفسنا المتعبة من الذنوب والآثام، هيا بنا لنهجر المعاصي، ونسارع إلى طرقه في هذه الليلة العظمية التي جعلها الله بمثابة خطّ رجعة لعباده المقصّرين الذين ظلموا أنفسهم بأيديهم لنجعل سجّادة الصلاة بساطاً لنا، ولنجلس عند حضرته الملكوتيّة جلسة عبد خاضع مسكين، لنرمق السماء بعيوننا ونعيد شريط عام كامل مضيء، ماذا فعلنا فيه؟ ماذا كانت حصيلتنا منه؟ فلحظات هذه الليلة المباركة لن تعود، فمع دعاء أبي حمزة ودعاء الجوشن الكبير تنهمر دموعنا لتغسل غبار ذنوبنا السابقة، فلنجعل هذه اللحظات النورانيّة تصفيةً لحسابنا ونطلب من خالقنا العفو والغفران، لننقّي أرواحنا من الدنس ولنعاهده بفتح صفحة جديدة، فذكرهُ سبحانه يبدّد الأحزان، ويهزم الشيطان.