رياض الزهراء العدد 80 واحة البراءة
الفِيلُ الصَّغِير
كان الفيل الصغير يعاني من أنفه الكبير.. فكلّما أراد اللعب مع أصحابه في الغابة، ضحكوا عليه وأطلقوا على أنفه دعابة.. حزن الفيل الصغير كلّما نظر في المرآة، وتمنى أن تنتهي هذه المعاناة.. وبينما كان ينظر إلى المرآة وفي عينيه الدموع، تناهى إلى أذنه صوت بالكاد مسموع.. هُرِع الفيل الصغير حينما سمع الصوت، لينقذ القزم من الموت.. كان القزم قد وقع في الترعة، فمدّ الفيل أنفه وسحبه بسرعة.. شكر القزم الفيل الصغير، وقال: تمنَّ أمنية أنفذها لك بالحال.. فرح الفيل الصغير وغنّى، وقال للقزم على الفور أتمنى!.. قاطعه القزم ونصحه بأمانة، بأن يختار أمنيته بحذر واستقامة.. نظر الفيل إلى القزم بحنكة، وقال: أريد أن أصبح سمكة.. سألعب مع الأسماك بفرح كبير ولن يطردوني؛ لأني لست فيلاً.. قال القزم للفيل لينصحه: لا تتعجل وتمنَّ أمنية مربحة.. قال الفيل: كلا! أريد أن أصبح محبوباً، وألعب مع الآخرين وأصبحَ مرغوباً.. وحصل الفيل على ما أراد، وغاص في البحر مصرّاً على العناد.. بحث عن أسماك ليلعب معها، وتعب كثيراً حتى وجدها.. أراد الفيل اللعب معهم فرفضوه وقالوا له ألست الفيل الصغير.. ذا الأنف الكبير؟.. لم يصدّق الفيل ما سمع، وعاد إلى الجرف بعينٍ تدمع.. شاهد وهو في الماء حريقاً في الغابة، فنادى على القزم بلا هوادة.. جاء القزم إلى الفيل الصغير بتعجب، وقال له: ماذا تريد تصرخ وتطلب.. قال له الفيل: أرجعني الفيل الصغير ذا الأنف الكبير.. بأنفي أحمل الماء؛ لأنقذ الغابة وأطفئ النيران، فقال له القزم: فات الأوان.. لقد أردت أن تُرضي الآخرين بعناد، فلا تقل يا ليت الماضي يعاد..