الزَّهْرَاءُ(عليها السلام) وَضَعَتْ نُوراً

يسرى الأسدي/ بغداد
عدد المشاهدات : 159

أحسستُ بألمٍ في رأسي، فقلتُ في نفسي: لِأخرجْ قليلاً لاستنشق الهواء النقيّ، علَّ الألم يزول... لكن ما لفت انتباهي في هذا اليوم الذي بدَت فيه الشمس كأنّها تُشرق لأول مرّة! كُنت أرى الطيور تغرّد، والفراش يتطاير بألوانه البرّاقة... في هذا اليوم رأيتُ السماء تبتسم سعيدة، لكن كنتُ أتساءل بيني وبين نفسي: لماذا أشعر أنّ هذا اليوم ليس كسائر الأيام؟ أحسستُ بفرح كبير وسعادة تغمر الأرض، أخذت بالسير، وأكملتُ طريقي، والسرور يملأ قلبي، نسيت حتى ألمي، حتى صرت قريباً من دار أمير المؤمنين(عليه السلام). كنت كلّما اقترب أرى النور يزداد أكثر فأكثر، قلتُ في نفسي: لقد تعوّدت أن أرى النور يشعّ من بيت عليّ وفاطمة(عليهماالسلام) لكنّي شعرتُ أنّ القمر قد سقط في بيتهما، اقتربت أكثر والناس تبتسم وتهلل، سألت ما لكم تهلّلون؟ قالوا: ألم تعلم؟ قلت لهم: كلا والله لا علم لي بشيء، لأنّني منشغل بعلّتي، قالوا: نحن مسرورون لأنّ رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) مسرور. قلت: إذاً ما هو إلّا حدث عظيم... قالوا: نعم والله اليوم وضعت فاطمة الزهراء(عليهاالسلام) نوراً في دار عليّ(عليه السلام)، سمّاه رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) حسناً، فَرِحتُ كثيراً فهو أول مولود لأمير المؤمنين(عليه السلام) وأول سبط للنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم). سمّاه رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) وأذّن في أذنه ودعا له، ذاك هو السبط الذي جاء رحمة للعالمين بعد جدّه وأبيه. فالسلام عليه وعلى جدّه المصطفى(صل الله عليه وآله وسلم).