رياض الزهراء العدد 156 منكم وإليكم
قَضَايَاهُنَّ
"الفكرة هي ليست أنْ تأخذ المرأة السُلطة من يد الرجل، فهذا لن يُغيّر شيئًا في العالم، الفكرة هي تحديدًا تدمير فكرة السُلطة نفسها" عبارة لكاتبة أخذتْ على عاتقها أن تجعل منّي امرأة ذات طابع (الباحثة)، في خضمّ الآراء التي تُعرض في أروقة المهتمّين بأمر المرأة ومساواتها مع الرجل في شتّى المجالات العلميّة والثقافيّة والاجتماعيّة. الحديث عن قضايا المرأة في الفكر الإسلاميّ لم ينقطع أو يتوقّف خلال القرن الأخير؛ فقد كانت القضايا في حقل الدراسات الفكريّة والثقافيّة والاجتماعيّة في ضمن الإطار الإسلاميّ، ولعلّ أبرز ما يفسّر هذا الاهتمام بقضايا المرأة في الأدبيات الإسلامية هو ما وفّره هذا المفصل من مساحة واسعة ذات أبعاد فكريّة ثقافيّة اجتماعية أتاحت للمرأة حرية التعبير، أو حتى تقديم المعالجات الاجتماعية والاقتصادية، ومع الاصطدام الحاد الذي حصل بين المنظومات الإسلامية والمنظومات الفكرية العالمية، برزت قضايا المرأة في سجال الاحتجاجات الساخنة فقد حاولت المنظمات المغايرة أن تقدّم نفسها للعالم العربي والإسلامي تحت شعارات تحرير المرأة والنهوض بأوضاعها والدفاع عن حقوقها، ليكون ملف إهمال التعليم وحقّها في مقاعد الدراسة أولى ملفاتها التي ناقشتها في خطابها الفكري والاجتماعي الذي كانت صفة الحداثة والتنوير من أهم مصطلحاته وَفق قوانين حقوق المرأة . ثمّ توالت خطوات المرأة للمطالبة بحقوقها في الأروقة العربية والعالمية وأهمّها العنف الأسري وخطورة وجود عنف مسكوت عنه داخل الأسر، ليكون الصوت مسموعاً غير مقموعٍ؛ ولتخرج حواء من أبواب عبارة "المرأة ثروتنا المهدورة في المطابخ وصرائف العشيرة"، وتطوي رصيداً لذكريات تحاول حواء بكل قوتها وقواها أن يكون مستقبل (هنّ) غير مهدورٍ. أن تكون (هنّ) ذات مستقبل متميّز وَفق الضوابط الاجتماعية التي تربّت عليها المرأة المسلمة؛ لأنها تريد أن تبقي هذه الضوابط التي تحتاج فيها إلى مساهمة الرجل لمساندتها من أجل مستقبل يمتلك مقوّمات الصحة النفسية.