رياض الزهراء العدد 156 صحة العائلة النفسية
التَّفكِير
يُعدُّ التفكير نشاطاً تنفرد به الكائنات البشرية عن بقية الكائنات الحية، فهو يمثّل سلوكاً معقداً، يُمكّن الإنسان من التعامل والسيطرة على المثيثرات والمواقف المختلفة، مثلما يتمّ عن طريقه اكتساب المعارف والخبرات، وفهم طبيعة الأشياء وتفسيرها، وحلّ المشكلات والاكتشاف والتخطيط واتخاذ القرارات، ويُعرَّف التفكير بأنّه مجمل الأشكال والعمليّات الذهنيّة التي يؤذّيها عقل الإنسان، وتمكّنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، فضلاً عن تمكّنه من التعامل معه بفعّالية أكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغاياته، أي عملية تشغيل الذهن التي يتشكّل بها تمثيل عقلي جديد عن طريق نقل المعلومات بوساطة نشاط داخلي معقّد يُعزى إلى العقل فيما يتعلّق بالمحاكمة والتلخيص والاستنتاج والتخيّل، وهو يحدث داخل الدماغ، أو النظام المعرفي، ويستدلّ عليه من السلوك الظاهر. ويُعدّ التفكير أعلى الوظائف الإدراكية التي يتدرّج تحليلها وتحليل العمليات التي تسهم في التفكير في ضمن إطار علم النفس المعرفيّ، وهو على أنواع كثيرة، منها: 1- التفكير العلميّ: هو نوع منظّم يمكن أن يستعمله الفرد في حياته اليومية، أو النشاط الذي يبذله، ويكون مبنياً على أسس تجريبيّة دقيقة بعيدة عن الخرافة. 2- التفكير المنطقيّ: هو الذي يُمارس عند محاولة بيان الأسباب والعِلل التي تكمنوراء الأشياء، ولكنّه أكثر من مجرّد ذلك، فإنه يعني الحصول على أدلة تؤيّد أو تثبت وجهة النظر أو تنفيها. 3- التفكير الناقد: يرمي هذا النوع إلى الدقّة في ملاحظة الوقائع التي تصل بالموضوعات ومناقشتها وتقويمها والتقيّد بإطار العلاقات الصحيحة، واستخلاص النتائج بطريقة منطقيّة وسليمة، مع مراعاة الموضوعيّة العمليّة وبُعدها عن العوامل الذاتية. 4- التفكير الإبداعيّ: هو أن تُوجِد شيئاً مألوفاً من شيء غير مألوف، وأن تحوّل المألوف إلى شيء غير مألوف. 5- التفكير التوفيقيّ: هو الذي يتّصف صاحبه بالمرونة وعدم الجمود والقدرة على استيعاب الآخر، فيُظهر تقبّلاً لأفكاره، ويغيّر من أفكاره، ليجد طريقاً وسيطاً يجمع بين طريقته في المعالجة وأسلوب الآخرين فيها. 6- التفكير الخُرافيّ: هو تفكير سطحي ساذج لا يستند إلى حقائق علميّة ويتناقض الواقع الموضوعيّ، والهدف من استعراض هذا النمط من التفكير هو فهمه بهدف تحصين الإنسان من استعماله، وتقليل مناسباته وظروف حدوثه. 7- التفكير التسلّطيّ: هو نوع سلبيّ من أنواع التفكير، يتضمّن عدم تقبّل الشخص لآراء الآخرين، والعمل على إثبات وجهة نظره بالإخضاع والقوّة؛ لأنّ هذا النوع من التفكير إذا شاع يقتل التلقائيّة والنقد والإبداع.