سَيِّدَةُ العَطَاءِ

فاطمة صالح/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 256

مهما بلغ شأن الإنسان من المنزلة والرفعة والعقل الراجح فإنّه بأمسّ الحاجة إلى المؤازرة والشدّ على يده ليكمل طريقه، وإذا كان صاحب مَهمّة كبيرة وذا تأثير كبير في مجتمع كامل سيكون بحاجة إلى رفيق ووزير يسانده في مَهمّته الكبيرة، السيّدة خديجة(عليها السلام) كانت السند والروح الطيّبة التي طالما استمدّ منها رسول الرحمة(صل الله علية وآله وسلم) قوّته، كانت دافئة صبورة حكيمة ذات بصيرة نافذة، أحسّت بقلبها المؤمن بأنّ زوجها قد أوكِل إليه أمر عظيم؛ فآمنت بيقينها وساندته بحبّها، ومالها وبكلّ ما أوتيت من قوّة، خديجةh المرأة الرشيدة ذات الحسب والنسب تنازلت عن ملذّات الدنيا وتبرّعت بكلّ ثرواتها، وتبعت يقينها المنبثق من شخصيّتها وروحها السامية التي تخصّلت بالصفات الحميدة، سيّدة الحجاز المعطاء الباذلة ما تملك لإنقاذ البشرية من الظلام والظُلم الذي كان يلتفّ حولهم، خديجة(عليها السلام) كانت روحاً سامية في طريق الرسالة المحمديّة، ساندت رسول الإنسانية(صل الله عليه وآله وسلم) مع أول نفس محمديّ وشدّت على يديه، قائلةً: يا محمد سأكون معك، قد آمنتُ بما نزل وأنا معك إلى نهاية الطريق. فقد أبصرت خديجة(عليها السلام)طريق الحقّ ورأت النور ينبثق من زوجها المرسل، وتبعته بدون وجلٍ راسخة العقيدة، سائرة في طريق البذل والعطاء، ناظرة إلى غاية السعادة غير المتناهية وبالنور المحمديّ الذي شمل كلّ الأرض، فكان مالها سلاحاً بيد الرسول يعتق له الرقيق، ويدفع ديون الغارمين، ويساعد الفقراء والمحتاجين في شراء المؤونة في (شِعب أبي طالب)، كان حبّ خديجة(عليها السلام) لرسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) حبّ مؤازرة ويقين وإيمان، مطلقاً لغاية غير متناهية لسعادة أبدية. دُفِنت خديجة(عليها السلام) ولم تُدفن مآثرها؛ فكانت بحقّ أمّ المؤمنين والطاهرة والصدّيقة، وسيّدة نساء قريش، وسيّدة نساء زمانها.