رياض الزهراء العدد 157 همسات روحية
عَدَمُ الاسْتِغْرابِ مِنَ الأُجُورِ.
السؤال: عند متابعة الآيات القرآنية، نجد أنّ آيات الجنّةُ تُختتم بالأجر، فـلماذا يتمّ التركيز على الأجر والثواب؟ مضمون الردّ: إنّ التركيز على الأجور هو من باب اللزوم؛ فلولا الطبع البشريّ الماديّ لما ركّز ربُّ العالمين والنبيّ (صل الله عليه وآله وسلم)على ذلك، فالله(سبحانه وتعالى) يرى أنّ ابن آدم يعشقُ الحور والقصور والأنهار؛ ولهذا ذكرهم في آيات الجنّة، والأئمة(عليهم السلام) في رواياتهم يراعون المزاج البشريّ؛ لذا يقولون(عليهم السلام): مَن قامَ بهذا العمل؛ أُعطيَ كذا وأُعطي كذا. فبنو آدم لا تحرّكهم إلّا هذه الأمور، وإلاّ فإنّ المؤمن جائزته نقديّة؛ ألا وهي التلذّذ بالدعاء. ولكن مع ذلك، فالبعض يستغرب من إعطاء الأجر العظيم ممّا لا عين رأت ولا أذُن سَمِعَت فقط لمجرّد قراءة دعاء صغير!.. ويكمن الجواب في نقطتين مهمّتين: ١. الكرم: إنّ هذه العطايا هي هدايا وليست بأجور؛ فعندما يقوم الإنسان بزيارة شخص كريم؛ فالزيارة قد تكلّفه دينارين، وهي قيمة الوقود الذي ذهب به، ولكن ذلك الشخص قد يُعطيه ألف دينار هدية!.. فإذا كان الإنسان بإمكانه إعطاء الهدايا التي لا تخطرُ على البال؛ فكيف بربّ العالمين!.. ٢. القدرة: إنّ المسألة هي كُن فيكون!.. فما الفرق بين أن يُعطي ربّ العالمين العبد كوخًا في الدنيا، وبين أن يُعطيه قصرًا في الجنّة!.. أو أن يعطيه زوجة قبيحة في الدنيا، أو يعطيه حورية جميلة في الآخرة؟!.. فالكوخ كُنْ فيكون، والقصر كُنْ فيكون!.. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الزوجة؛ فربّ العالمين كريمٌ وقادر، والذي يستغرب لم يعرف الله(عزوجل) حق معرفته.