رياض الزهراء العدد 157 همسات روحية
السَّاجِدُونَ..
تُرى كيف تتحدّث مع الله(عزوجل)؟ بحبٍّ؟ بخوفٍ؟ بأدبٍ؟ بشوقٍ؟ برهبةٍ؟ ماذا تشكو إليه؟ ماذا تطلب منه؟ و بماذا تشعر حينها؟ أتظنّ أنّك في المسجد تكون أكثر قربًا؟ أتعتقد أنّك بحاجة إلى مكان ناءٍ لتختلي بالله(عزوجل)؟ نحن نظنّ أنّنا لسنا سعداء حقًّا؛ لأنّ علاقتنا بالله سطحيّة.. بينما نحن في الواقع نعاني من آلام مبرحة من جرّاء هذه السطحيّة من دون أن نُدرك.. فالحياة القصيرة و المليئة بالتقلّبات تأخذ منّا الكثير، فتارة الصحّة، و تارة القوة، و تارة الأمن، و تارة الاستقرار، و تارة نجري في محاولة جدّية لاسترداد ما أُخِذ منّا أو تعويضه.. فنعاني من دون أن نُدرك أنّ مصدر كلّ هذا العناء هو العمل بالمقلوب.. فنحن نبدأ كلّ صباح بحديث النفس في حين ما يزالُ القلب ينتظر..! ونظنّ أنّنا بحاجة إلى ضائقة ما، أو مناسبة خاصّة، أو عزلة لنتحدّث إلى الله(عزوجل)! حتى نسي القلب أنّه عاشق، ونسي كيف يتحدّث بلغة العشّاق.. نسي القلب والله(عزوجل) لم يَنسَ! يَمّمهُ بالحزن نحوكَ يا صادق القول والفعل؛ كي نتطهّر، علّمه، كيف نصلّي صلاة المحبّين؟.. حتى يسجد بين يديه من دون أن يسقط في الأنا! يا أئمة البقيع حزم القلب أمتعة الرحيل.. فألحقوه بركب العاشقين.