آفَةُ النُجْحِ الكَسَلُ (1)

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 211

أرسلت حميدة تهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد إلى صديقاتها ودعتهنَّ إلى بستان والدها. وفي ثالث أيام العيد التقتْ الصديقات. حوراء: يا لَه من منظر جميل، وجوّ هادئ يبعث في النفس الجدّ والنشاط والحيويّة. حميدة: دعونا نجلس بين هذه الأشجار، وتلك الورود؛ فهو منظر جميل يُطلّ على عين ماء. خديجة: اختيار موفّق؛ يسلم ذوقكِ عزيزتي. بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث تساءلت إحدى الأخوات: لماذا لا تتكرّر هذه اللقاءات الجميلة التي ترتاح فيها النفس بالاجتماع مع مثل هذه النفوس الطيبة؟ فلقاء الأحبّة يجدّد النشاط ولا يخلو من فائدة. دعونا نعقد لقاءً بين الحين والآخر، نطرح فيه موضوعاً أخلاقيّاً للنقاش يعود علينا بالفائدة، ونتبارك بذكر الله(عزوجل) وأهل البيت(عليهم السلام). فاطمة: ماذا تقترحْنَ من مواضيع؟ هدى: هناك سلوكيات تُفسد الدين والدنيا، وتحول دون وصول الإنسان إلى غايته وهدفه، وتكون عائقاً عن صعود سلّم النجاح، هذه السلوكيات حذّر منها الإسلام وبيّن المخاطر والمهاوي التي تؤدّي إليها، فالإسلام حذّر من الكسل وجعله آفة النجاح، وعدوّ العمل. فما رأيكنّ بأن نتناول هذا الموضوع؟ فهو موضوع متشعّب وله آثار وعلامات، وقد وضّحت أحاديث أهل البيت(عليهم السلام) معنى الكسل وآثاره في الفرد المؤمن، وعلاماته وطرق علاجه. ليلى: ما أحوجنا لمثل هذه النصائح ونحن في هذا الزمن المتسارع بتواصله وانشغال أهله بوسائل التواصل الاجتماعي -السوشيال ميديا- التي شجّعت على هذه السلوكيات وجعلت الإنسان متقاعساً متكاسلاً في أمور دنياه، فضلاً عن آخرته وما يتعلّق بعباداته. رحّب الجميع بالفكرة. فذكرت ليلى حديثاً عن الإمام الباقر(عليه السلام) يقول فيه: "إنّي لأبغض الرجل -أو أبغض للرجل - أن يكون كسلانًا عن أمر دنياه، ومَن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل"(2)، ليكون افتتاحاً لموضوعنا. ليلى: استعداداً لموضوع البحث علينا أن نبحث عمّا يتعلّق بالموضوع من كلّ جانب: معنى الكسل، علاماته، أثر ذلك في حياة الفرد والمجتمع، وكيف عالج الإسلام عن طريق أحاديث رسول الله وأهل البيت(عليهم السلام) هذا السلوك، وكيف نطبّق هذه الحلول على أنفسنا أولاً، ومن ثم على أولادنا وأسرنا- إذن كلّ واحدة تبحث من جانب لنثري الجلسات ويحظى الجميع بالمشاركة. هدى: بارك الله جهودكنّ وشكر مساعيكنّ وجعلكنّ مباركات وعلى خُطى الزهراء(عليها السلام) وأهل بيتها(عليهم السلام) سائرات. ............................................... 1- ميزان الحكمة: ج 9، ص 29. 2- ميزان الحكمة: ج9، ص 30.