اِعْرِفْ الحَقَّ تَعْرِفْ أَهلَهُ

إيمان صالح الطيّف
عدد المشاهدات : 178

الحقّ معناه: الثبوت، وهو الهداية إلى الحقيقة الثابتة، والواقع اليقيني؛ فأيّ إنسان بلا معرفة للحقّ سيحصل له الالتباس, فكم شخص منّا التبست عليه الأمور وأصبح على يقين بأنّ معرفته للحقائق خاطئة أو معدومة؛ فأكثرنا يتصوّر أنّ الحقّ يدور مدار الناس (أي يعرف الحقّ عن طريق الناس) وهذا ليس أمراً صحيحاً. فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) في قوله للحارث بن حوط: "يا حارث إنّه ملبوس عليك, إنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس ولكن اعرفْ الحقّ تعرف أهله, واعرف الباطل تعرف مَن أتاه"(1). إنّ اتّباع الحقّ يؤدّي إلى السعادة في الدنيا، والجنّة والنعيم الدائم في الآخرة, وطبيعة الإنسان العاقل أن يختار طريق الأمان والسلام الذي هو طريق الحقّ, قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ)/(يونس، الآية: 108)، ولكي نسلك طريق الحقّ لابدّ لنا من العودة إلى القرآن الكريم وجعله حاكماً فينا وهادياً ودليلاً لأنّه الأساس لمعرفة الحقّ، رُوي عن أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) قال: "سمعت رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، سيكون في أمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها ؟ فقال: كتاب الله، فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم"(2). إنّ الناس لو رجعوا إلى القرآن في خصوماتهم وما يلتبس عليهم في أعمالهم لأوضح لهم السبيل، ولوجدوه الحكم العادل والفاصل بين الحقّ والباطل. فتعاليم القرآن الكريم وتوجيهات النبيّ الكريم(صل الله عليه وآله وسلم)، وأهل بيته(عليهم السلام) ما هي في الحقيقة إلّا دروس لتربية البشر وتكاملهم. ............................................ 1-تاريخ اليعقوبي: ج2, ص 210. 2- ميزان الحكمة: ج8، ص185. أجوبة موضوع (مَن قَتلَ نفساً بغيرِ نفسٍ): ج1/ قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)/(النساء، الآية: 93). ج2/ تكملة الحديث: "...لكان الراضي عند الله شريك القاتل". الأسئلة: س1/ الحقّ اسم من أسماء الله الحسنى, اذكري آية قرآنية بهذا الخصوص؟ س2/ قال تعالى: (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)/(الزخرف، الآية: 78), لماذا أكثر الناس للحقّ كارهون؟