عِيدُنَا.. مَوَدَّةٌ وَعَطَاءٌ

فاطمة صاحب العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 169

في بيت أمّ زهراء حيث اجتمعت الثلّة الطيّبة أخذنَ يتجاذبنَ أطراف الحديث، فدار الحوار بشأن الحياة والدين والعقيدة... يناقشن أموراً مختلفة.. وبشيء من الدعابة والحياء قالت زهراء: عجباً هل هذا جمع من النساء؟ أين ذهبت الأحاديث عن التسوّق والمعجّنات وتحضيرات العيد من الملابس وقصّات الشعر المختلفة؟؟!! - أمّ عليّ (مداعبة أيضاً): ومَن قال إنّنا لا نتحدث عن تلك الأشياء..؟؟!! - زينب: منذ جلوسنا قبل ساعة وحتى الآن وأنتنّ مشغولات بهموم المستضعفين في العالم من اليمن إلى الصين! وعواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..!! - أمّ حسين: يا حبيباتي هذا هو ما ينبغي الاهتمام به أولاً.... - أمّ جعفر: ثم إنّ هذه الاهتمامات كمالية والأمور الكمالية من المفروض أن تأتي لاحقاً، بعد تثبيت الأمور الأساسيّة... - أمّ حسين: وأهمّها تلك السمات التي تحفظ للإنسان إنسانيته، وهي أن يهتمّ ببني جنسه ودينه ومحيطه الذي يعيش فيه. - أمّ جواد: وأن يعرف ما ينبغي عليه تأديته من واجبات تجاه ربّه ودينه ومجتمعه. - أمّ حسين: ما قيمة الإنسان إن لم يستشعر هموم إخوانه في الإنسانية والدين؟؟!! - أمّ عليّ: لقد كرّم الله الإنسان على سائر مخلوقاته بعقله السليم، والمعرفة المفيدة، والمشاعر الطيّبة التي تعبّر عن الفطرة السليمة؛ فيكون العيد فرصة لتبادل تلك المشاعر بين أفراد الأسرة والأصدقاء والأقارب والجيران.. - أمّ جعفر: في حديث يُروى عن الإمام عليّ(عليه السلام):"المؤمن إلف مألوف"(1)، وفي حديث آخر: "أقرب القُرَب مودّات القلوب"(2). - أمّ حسين: ورد عن الإمام عليّ(عليه السلام): "إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ الله صِيَامَهُ، وَ شَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى الله فِيهِ فَهُو يَوْمُ عِيد"(3). - زينب: لكنّه.. العيد والله جعل لنا العيد لنفرح ونتأنق، أليس كذلك؟! هل من الممكن أن نجمع بين الفرح ورضا الله؟ - أمّ زينب: طبعاً من الممكن، بل هو ما يريده الله تعالى. - أمّ زهراء: كذلك يحبّ الله أن يرى نِعَمه على عبده... - أمّ عليّ: لذا سيكون يوم غدٍ يوماً لعمل المعجّنات والحلوى لتوزيعها على الأهل والأقارب. - أمّ جعفر تقول وهي مداعبة الفتيات والأمّهات: وبعد غدٍ يوم خاص بالتسوّق والتنزه.. الفتيات هتفنَ بصوت واحد: (لتعِش الخالة أمّ جعفر). ..................................... (1) ميزان الحكمة: ج1، ص222. (2) ميزان الحكمة: ج20، ص7. (3) ميزان الحكمة: ج7، ص250.