بَاتَ الزَّواجُ في مَأزَقٍ

يسرى الأسدي/ بغداد
عدد المشاهدات : 194

في زماننا هذا أصبح مهر الزوجة مرتفعاً جداً وحملاً ثقيلاً، فصار الأب كالتاجر يزايد على ابنته مَن يدفع أكثر، وكأنّه في مزاد لبيع السلع، لذلك سرعان ما نرى الفتاة التي تزوّجتْ بالأمس تطلّقتْ اليوم، ويا للأسف يعتقد الأهل أنّهم إذا بالغوا في المهر ضمنوا مستقبل ابنتهم، لكنّهم لا يعلمون أنّ هذا القرار الذي يتّخذه بعض الآباء والأمهات بحقّ بناتهم هو السبب في عزوف بعض الشباب عن الزواج، لأنّ هناك شباباً لا يملكون مهراً بالمقدار الذي يحدّده الآباء لضمان مستقبل بناتهم مثلما يزعمون. الآباء يسمعون قول النبيّ(صلى الله عليه واله وسلم): "أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً وأقلّهنّ مهراً"(1)، ولا يطبّقون، وورد عن الإمام محمد بن عليّ بن الحسين(عليه السلام): "إنّ من بركة المرأة قلّة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها"(2)، يجب التفكير قبل التسرّع في الزواج، والبحث عن الرجل الجيد والملتزم دينيّاً، وأن يكون حاملاً لصفات الرجولة المتكاملة، ليس فقط على الصعيد المادي فالتفكير السليم في الشخص المناسب سبب رئيسي لحياة زوجية متكاملة. ففي قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)/(الروم، الآية :21)، المودّة والرحمة التي ذكرها الله في القرآن إذا لم تكن بين الزوجين مثلما قال الله تعالى فستُصبح الحياة الزوجية مهدّدة بالانفصال، لذلك على الآباء والأمهات بالتحديد أن يعوا ما يقومون به والتركيز على حياة ابنتهما، لا التفكير برقم المبلغ الذي تقبضه ابنتهما، وتتباهى بسعر الذهب الذي تشتريه، وتنسى أنّها يجب أن تشتري رجلاً تستند به هذه الفتاة بعد خروجها من بيت الأب، فبعد الأب يكون الزوج هو السند، واختيار السند هو الواجب. ............................... (1) ميزان الحكمة: ج4، ص189. (2) وسائل الشيعة: ج21، ص3.