رياض الزهراء العدد 157 لحياة أفضل
بُذُورُ الأَمَلِ
إلى الأمل المنبثق من رحم الظلام ببهجة تُنير لنا الحياة إلى نصف قلبي وروحي وساكن أحشائي، صغيري..! ربّما لن نلتقي في هذه الدنيا الفانية لكنّنا حتماً إن شاء الحيّ الباقي سنلتقي في الحياة الخالدة..!! ربّما تعجز الأحرف عن تكوين وصف لِفرحتي بكَ حينما أُحطتُ علماً بأنّ كائناً صغيراً قد بدأ ينبضُ بداخلي.. حينها لم تسع أقدامي وهاد سابقتني يداي لتنسج لكَ مِعطفاً غزلتُ خيوطه حباً مزيناً بحكايات أرويها مع آيات أرتّلها لكَ قبل المنام..! ربّما سيحمل الذي سيولد بعدكَ اسمكَ.. الذي لم أستطع التحليق في فضاء سماءٍ وردية حينما أناديك به، وأنتَ فاتحٌ ذراعيكَ بخطواتكَ الثقيلة ممسكاً بيد والدكَ الذي لطالما رتّب ليهيئ لكَ حياةً تحلّق بحرية كحمائم السلام ربّما لن نستطيع أن نجهّز ملابسكَ حينما تتسلّق أولى درجات العلم في عامكَ الأول في المدرسة، لن يخفق فؤادي وتترجم سعادتي عيناي لن تتراقص نبضاتي على إيقاع تلك الكلمة التي تهديني بها كنوز الدنيا: أمّي! ولن نستطيع الافتخار بشهادتكَ. لكن يكفينا أنّ الإمام ستنالكَ في الدار الآخرة شفاعته.. وأخيراً.. ستبقى قطعة منّا وتنبض كما الدم في عروقنا أمّا الآن وإلى حين اللقاء أستودعكَ الله..